رغم اتفاقات السلام.. اشتباكات عنيفة بين جيش الكونغو وحركة "إم 23"
رغم اتفاقات السلام.. اشتباكات عنيفة بين جيش الكونغو وحركة "إم 23"
اندلعت معارك عنيفة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين الجيش المدعوم بميليشيات محلية من جهة، وحركة "إم 23" المتمردة من جهة أخرى، وذلك رغم توقيع اتفاقات سلام في الشهور الماضية.
وتواصلت الاشتباكات منذ الجمعة الماضية في محيط بلدة مولامبا بجنوب كيفو، على بعد نحو 80 كيلومترًا جنوب غرب مدينة بوكافو، حيث تبادل الطرفان إطلاق نيران الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط سقوط قذائف من عدة اتجاهات على البلدة، وفق شهادات سكان محليين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
وأفادت "فرانس برس" نقلًا عن مصادر أمنية ومحلية، بأن الجيش والميليشيات الموالية له شنوا هجومًا واسعًا على مواقع "إم 23"، لكن المتمردين تمكنوا حتى الآن من صد الهجوم.
مخاوف من سقوط مدنيين
وأوضحت المصادر أن كلا الطرفين دفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة يوم الأحد، ما ينذر بمزيد من التصعيد، ولم يصدر أي إعلان رسمي عن عدد القتلى أو الجرحى جراء هذه المعارك، في ظل مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين.
ظهرت حركة "إم 23" مجددًا في عام 2021، واستولت على مساحات واسعة في شرق الكونغو الغني بالموارد، وسيطرت مطلع هذا العام على مدينتي غوما وبوكافو.
وفي 19 يوليو الماضي، وقعت كينشاسا والحركة في الدوحة "إعلان مبادئ" أكد التزام الطرفين بوقف دائم لإطلاق النار، بعد توقيع اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا في يونيو، لكن هذه التفاهمات لم تمنع استمرار المعارك اليومية، خاصة في مقاطعات شمال وجنوب كيفو.
الأبعاد الإنسانية للأزمة
تسببت أعمال العنف منذ بداية 2024 في نزوح أكثر من مليوني شخص من شمال وجنوب كيفو، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الصادر في نهاية يوليو.
ويعيش هؤلاء النازحون في أوضاع إنسانية صعبة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الطبية.
ويخشى المراقبون أن يؤدي التصعيد الأخير في مولامبا إلى موجة نزوح جديدة تزيد من معاناة السكان، خاصة مع ضعف قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى مناطق القتال.
تأزم في الوضع الميداني
اتهم المتحدث باسم "إم 23" لورانس كانيوكا حكومة كينشاسا بتنفيذ "مناورات عسكرية هجومية بهدف إشعال نزاع واسع النطاق"، بينما تؤكد السلطات الكونغولية أنها ترد على خروقات متكررة لوقف إطلاق النار من جانب الحركة.
وفي ظل هذا الوضع، يبدو أن شرق الكونغو يتجه نحو جولة جديدة من العنف، وسط فشل المساعي الدبلوماسية في تثبيت السلام أو توفير حماية حقيقية للمدنيين.