احتجاجات في المجر للمطالبة بتحسين قطاع الصحة العامة
احتجاجات في المجر للمطالبة بتحسين قطاع الصحة العامة
احتشد آلاف المتظاهرين، أمس السبت، في وسط العاصمة المجرية بودابست للمطالبة بزيادة تمويل قطاع الصحة العامة، في ظل تدهور مستمر للخدمات الطبية.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها "صحتنا على المحك" و"معيار الرعاية الأوروبية"، معبرين عن استيائهم من الوضع الصحي المتدهور، وفق وكالة "فرانس برس".
ويعاني النظام الصحي في المجر نقصًا حادًّا في الطواقم الطبية، وتأخيرًا طويلًا في العمليات الجراحية، وسط إهمال مزمن للخدمات العامة.
وتأتي هذه التظاهرات في وقت يواجه رئيس الوزراء القومي، فيكتور أوربان، ضغوطًا متزايدة مع اقتراب الانتخابات المقررة العام المقبل.
شهادات من داخل الأزمة
وعبّرت فاني، طبيبة أسنان تبلغ 27 عامًا، عن قلقها الشديد على جدتها التي أُدخلت المستشفى، قائلة: "إنه لأمر رهيب أن تضطر للتفكير فيما إذا كانت قريبتك المسنة ستنجو بعد دخولها إلى المستشفى بسبب مشكلة بسيطة".
وأوضح الطبيب ساندور، البالغ 77 عامًا، أن نقص الكوادر الطبية يهدد النظام الصحي، قائلاً: "أنا أدير عيادتين طبيتين، وليس هناك أحد ليحل مكاني".
وأكدت أنيكو كيرتيج، موظفة مصرفية تبلغ 58 عامًا، أن شقيقتها ما تزال تنتظر عملية جراحية لإزالة رحمها منذ أكثر من عام بسبب التأجيلات المتكررة.
دعوات للإصلاح ورفض حكومي
ودعت الغرفة الطبية المجرية، المنظمة للاحتجاجات، إلى تحسين تمويل القطاع الصحي وإجراء إصلاحات عاجلة، لكن مدير مكتب رئيس الوزراء، غيرغيلي غولياس، اتهم الغرفة بتسييس القضية، مشيرًا إلى أن الحكومة حققت "تقدمًا كبيرًا" في مجال الرعاية الصحية، ولا سيما من خلال رفع رواتب الأطباء.
وأنفقت المجر 4.4% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الصحة عام 2022، وهي أدنى نسبة في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لبيانات يوروستات. وتظهر استطلاعات الرأي أن جودة الرعاية الصحية تعد واحدة من كبرى المخاوف لدى المواطنين المجريين.
المعارضة تستغل الأزمة
شارك زعيم المعارضة، بيتر ماغيار، في التظاهرة، بعد أن سلط الضوء على مشكلات النظام الصحي خلال جولات ميدانية أجراها في المستشفيات في أغسطس الماضي.
ويأتي هذا التحرك بعد احتجاجات مماثلة، حيث شهدت المجر قبل أسبوعين تجمعًا غير مسبوق نظمته رابطة القضاة للمطالبة باستقلال القضاء، ما يعكس تصاعد السخط الشعبي تجاه سياسات الحكومة.