بروكسل تقترح إجراءات مشددة لتسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين

تعتزم المفوضية الأوروبية تقديم مقترح جديد، اليوم الثلاثاء، يهدف إلى تشديد القواعد الخاصة بترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، وذلك عبر تسريع الإجراءات وزيادة عدد المرحّلين، في ظل عدم تنفيذ معظم قرارات الترحيل الحالية.

ووفقًا لبيانات المفوضية، فإن 20%  فقط من طالبي اللجوء الذين صدرت بحقهم أوامر بالعودة إلى بلدانهم يتم ترحيلهم بالفعل، بينما يبقى البقية داخل أوروبا بسبب رفض دولهم الأصلية استقبالهم أو تعقيد الإجراءات القانونية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويشمل المقترح الجديد توسيع نطاق قرارات الترحيل، بحيث يصبح أي قرار ترحيل صادر في دولة عضو بالاتحاد الأوروبي ساريًا تلقائيًا في جميع الدول الأخرى داخل الاتحاد، ما يعني أن طالب اللجوء المرفوض لن يتمكن من تقديم طلب جديد في دولة أخرى.

ضبط تدفق المهاجرين

يأتي هذا المقترح في سياق تعديلات واسعة على نظام اللجوء الأوروبي، أُقرت في يونيو 2023، حيث شددت دول الاتحاد إجراءات استقبال المهاجرين، لا سيما القادمين من دول مصنفة "آمنة نسبيًا".

ومن بين هذه الإجراءات، إنشاء مراكز احتجاز مؤقتة على الحدود الخارجية للاتحاد، حيث يخضع طالبو اللجوء لتقييم أولي في غضون 12 أسبوعًا، ليتم تحديد أهليتهم للبقاء أو ترحيلهم على الفور.

وتواجه دول الاتحاد تحديًا متزايدًا في ملف الهجرة، وسط مطالبات بتسريع الترحيل، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الوافدين غير النظاميين، وهو ما دفع بروكسل إلى البحث عن إصلاحات جذرية تضمن تنفيذ قرارات الترحيل بشكل أكثر فاعلية.

ترحيل نحو 92 ألف شخص

وبحسب أحدث بيانات وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروستات"، فإن أكثر من 480 ألف شخص طُلب منهم مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2023، لكنْ غادَر واحد فقط من كل خمسة منهم، وكانت أكبر الفئات التي طُلب منها المغادرة هي مواطنو المغرب والجزائر وأفغانستان، كما تم ترحيل نحو 92 ألف شخص إلى دول ثالثة مثل جورجيا وألبانيا وتركيا.

في المقابل، أظهرت بيانات "يوروستات" أن 409,485 شخصًا حصلوا على الحماية في الاتحاد الأوروبي عام 2023.. توزعت هذه الحماية بين وضع اللاجئ (43%)، والحماية الفرعية (35%)، والحماية الإنسانية (22%). 

وكان السوريون الأكثر عددًا بين الحاصلين على الحماية، تلاهم الأفغان والفنزويليون، واستقبلت ألمانيا أكبر عدد منهم بنسبة 37%، تلتها فرنسا وإسبانيا بنسبة 13%.