«إنقاذ الطفولة»: 130 مليون طفل يواجهون خطر التسرب التعليمي

بعد 5 سنوات من إغلاق المدارس بسبب كوفيد 19

«إنقاذ الطفولة»: 130 مليون طفل يواجهون خطر التسرب التعليمي
ملايين الطلاب حول العالم تأثروا بالكوارث البيئية

أعلنت منظمة "إنقاذ الطفولة" أنه ما لا يقل عن 130 مليون طفل في 22 دولة من أكثر الدول تضررًا بجائحة كوفيد-19 لا يزالون يواجهون إغلاقات مدرسية متكررة، ما يهدد مستقبلهم التعليمي.

وأوضحت المنظمة في بيان نشرته، اليوم الثلاثاء، أن هذه الإغلاقات، التي استمرت في بعض الدول لما يقارب عامين دراسيين، لم تتوقف بعد الجائحة، بل تجددت منذ يناير 2022 لأسباب متعلقة بالكوارث المناخية، مثل الفيضانات وموجات الحر في دول منها: الفلبين، هندوراس، بنغلاديش، والمكسيك.

وأجرت المنظمة تحليلًا للوضع التعليمي في 30 دولة شهدت أطول فترات إغلاق للمدارس خلال الجائحة، وكشفت أن أكثر من 130 مليون طفل في 22 دولة -على الأقل- تعرضوا لإغلاقات مدرسية متكررة بسبب الكوارث البيئية، ما عمّق الفجوة التعليمية التي خلفتها الجائحة.

خسائر تعليمية جسيمة

شهد العالم إغلاقًا واسعًا للمدارس بين مارس 2020 وأوائل 2022 في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا، ما أثر سلبًا في العملية التعليمية للأطفال.

وأظهرت البيانات أن الدول التي أغلقت مدارسها لفترات طويلة سجلت أكبر الخسائر في مستوى التعلم، حيث يعادل كل يوم دراسي مغلق يومًا من التعلم المفقود.

في الفلبين، أُغلقت المدارس لمدة تجاوزت 520 يومًا دراسيًا بين 2020 ومارس 2022، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنذ ذلك الحين، تأثر نحو 28 مليون طالب بسبب الأزمات المناخية، حيث عانى الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الثامنة من فقدان متكرر للتعليم بسبب الجائحة، ونحو 15 كارثة طبيعية كبرى، من بينها موجة حر شديدة في 2024 والإعصار "ترامي" في أكتوبر الماضي.

وكشفت دراسة حكومية أن طلاب الفلبين فقدوا 32 يومًا دراسيًا خلال العام الدراسي 2023-2024 بسبب الأحوال الجوية المتطرفة.

شهادة طالبة

وصفت الطالبة كارلا، البالغة من العمر 16 عامًا، معاناتها، قائلة: "كنت في الصف السادس عندما بدأت الجائحة، في حين كان زملائي يرسمون المنحنى الإحصائي، كنت أعاني مع عمليات الطرح بين الأعداد السالبة والموجبة.. حتى الآن، وأنا في المرحلة الثانوية، أشعر بأن الفجوة المعرفية تزداد، وأن هناك دائمًا درسًا يعرفه الآخرون ولا أعرفه.. هذه الفجوة لم تُعالج عندما عادت الدراسة الحضورية، بل كبرت مع تقدمنا في الصفوف الدراسية، لأن الأساسيات التي تساعد على فهم المفاهيم المعقدة لم تُكتسب.. وأخشى أن تستمر هذه الفجوة في الاتساع".

وقدّرت مجموعة البنك الدولي أن 404 ملايين طفل في 81 دولة تأثروا سلبًا بالكوارث المناخية بين بداية عام 2022 ويونيو 2024، ما أدى إلى تعطيل تعليمهم.

وأشارت البيانات إلى أن المدارس في الدول المتضررة فقدت ما متوسطه 28 يومًا دراسيًا بسبب هذه الأحداث المناخية، ومع تزايد الكوارث البيئية، يُتوقع أن يزداد عدد الأطفال المعرضين للخطر ليصل إلى أكثر من مليار طفل حول العالم.

وفي ظل هذه الظروف، أصبحت الفجوة التعليمية تتسع أكثر، خاصة في الدول منخفضة الدخل، حيث يواجه الأطفال صعوبة في تعويض ما فاتهم، ورغم أن التعليم عن بُعد قد يكون حلًّا، فإن الأمم المتحدة تُقدّر أن ثلثَي الأطفال في سن الدراسة لا يمتلكون إمكانية الوصول إلى الإنترنت في منازلهم، ما يحد من قدرتهم على الاستفادة من الوسائل الرقمية للتعلم.

دعوات لدعم الأنظمة التعليمية

أكد رئيس قسم السياسات التعليمية والمناصرة في منظمة "إنقاذ الطفولة"، جيمس كوكس، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة، قائلًا: "بعد 5 سنوات من إغلاق المدارس الأول بسبب الجائحة، أصبح الأطفال في بعض أكثر الدول ضعفًا في مواجهة التغير المناخي محرومين من التعليم مجددًا لفترات طويلة.

وكما أثرت الجائحة في التعلم عالميًا، فإن هذه الإغلاقات المتكررة سيكون لها تأثير مماثل، ولا سيما على الأطفال الأكثر ضعفًا في البلدان الفقيرة.. التعليم ليس مجرد عملية اكتساب معرفة ومهارات، بل هو أمل للأطفال، ويمنحهم فرصة للحصول على الغذاء والحماية في بيئة آمنة خلال النهار.. ينبغي دعم الأنظمة التعليمية لتصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه الكوارث المناخية، مع توفير التمويل اللازم لتحقيق ذلك".

جهود منظمة "إنقاذ الطفولة"

عملت منظمة "إنقاذ الطفولة" خلال الجائحة على توفير مواد تعليمية للأطفال، منها الكتب والأدوات الدراسية المنزلية، إضافة إلى التعاون مع الحكومات والمعلمين لتقديم الدروس من خلال الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية.

وأنشأت المنظمة "أندية الاستدراك التعليمي" لمساعدة الأطفال على تعويض ما فاتهم عند إعادة فتح المدارس، وتركز هذه الأندية على تحسين مهارات القراءة والرياضيات والتكيف النفسي، وقد نُفذت في 16 دولة حتى الآن.

وأطلقت المنظمة مشاريع لإنشاء مدارس مقاومة للتغير المناخي، وصُممت هذه المدارس لتحمل الظروف الجوية القاسية، مع دعم 35 دولة من الأكثر عرضة لتغير المناخ لجعل أنظمتها التعليمية أكثر استدامة.

وتشارك المنظمة في مبادرات عالمية مثل "الصندوق الأخضر للمناخ" و"الشراكة العالمية من أجل التعليم"، حيث تدعم هذه المشاريع تمويل بناء مدارس خضراء قادرة على تحمل الكوارث البيئية، ودمج قضايا تغير المناخ في المناهج الدراسية، وإطلاق أنظمة إنذار مبكر للمدارس للتعامل مع الأزمات المناخية.

وتسهم المنظمة في مبادرة "الأنظمة التعليمية الذكية مناخيًا"، التي تهدف إلى تعزيز قدرة التعليم على الصمود في وجه التغيرات البيئية والمناخية المتزايدة. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية