«إنقاذ الطفولة»: 75% من الأسر الأوكرانية تتخذ تدابير يائسة لتأمين احتياجاتها
«إنقاذ الطفولة»: 75% من الأسر الأوكرانية تتخذ تدابير يائسة لتأمين احتياجاتها
عانى ثلاثة من كل أربعة أشخاص في أوكرانيا من صعوبات مالية بعد 3 سنوات من الحرب الشاملة، حيث تحملت النساء والأطفال العبء الأكبر من الفقر المتصاعد، وهم غالبًا ما يجدون صعوبة في شراء الطعام المغذي، والملابس، ومنتجات النظافة، وفقًا لما ذكرته منظمة "إنقاذ الطفولة".
ووفقا لبيان نشره موقع "ريليف ويب" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن المنظمة، اليوم الاثنين، فإنه بعد 3 سنوات من القصف والهجمات في مختلف أنحاء البلاد، فقدت آلاف الأسر والأطفال في أوكرانيا الكثير، لم تقتصر الخسائر على الأرواح والمنازل فقط، بل امتدت لتشمل مصادر الدخل، والمدخرات، وشبكات الدعم، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الإيجار وفواتير الخدمات والطعام بشكل حاد.
وفقًا لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 التي تقودها الأمم المتحدة، يعاني نحو 75% من الأوكرانيين من صعوبات مالية، وتشير تقارير أخرى للأمم المتحدة إلى أن الأسر تلجأ إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، مثل بيع منازلهم، وطلب المال من الغرباء، وتقليص الإنفاق على الرعاية الصحية، أو قبول وظائف عالية المخاطر.
النساء والأطفال الأكثر تضررًا
تمثل النساء والفتيات، اللاتي يشكلن أكثر من نصف الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم الإنساني، الفئة الأكثر عرضة للفقر والاستغلال، خاصة الأسر التي ترأسها نساء، حيث غالبًا ما تكون هذه الأسر ذات دخل منخفض وتواجه صعوبة في الحصول على الطعام والرعاية الصحية.
وفقد ملايين الأشخاص وظائفهم، وكانت النساء النازحات الأكثر تضررًا من ذلك، كما انخفضت الرواتب من متوسط 7000 هريفنا (184 دولارًا أمريكيًا) شهريًا في عام 2022 إلى 5000 هريفنا (132 دولارًا) شهريًا، في المقابل، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، حيث تضاعف سعر الخضراوات مثل الملفوف والجزر والبطاطس منذ عام 2022.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 5 ملايين شخص في أوكرانيا، 60% منهم من النساء والأطفال، سيواجهون انعدام الأمن الغذائي في عام 2025 ولن يكون لديهم وصول منتظم إلى الطعام المغذي.
دفع فواتير الخدمات
كشفت دراسة جديدة أجرتها منظمة "إنقاذ الطفولة" وشملت أكثر من 870 شخصًا من الأطفال والبالغين في المناطق المتأثرة بالنزاع في جنوب وشرق وشمال أوكرانيا، أن 55% من الأشخاص الذين يستأجرون منازل لا يستطيعون دفع إيجاراتهم في الوقت المحدد، بينما طلب 46% من المشاركين في الدراسة مساعدات مالية لتغطية تكاليف فواتير الخدمات.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن 42% من الأسر تجد صعوبة في الحصول على مستلزمات النظافة مثل الصابون والشامبو والمناشف، ما يضطر بعض النساء والأطفال إلى إهمال النظافة لصالح الطعام، وأفادت أكثر من 10% من النساء بأنهن يواجهن صعوبات في الحصول على منتجات النظافة الشهرية.
رصدت منظمة "إنقاذ الطفولة" كيف أن الفقر المدقع يدفع الأسر إلى اتخاذ قرارات صعبة لا يمكن تصورها، فقد أخبر بعض الأطفال المقيمين في مؤسسات رعاية أنهم تم وضعهم فيها من قبل أسرهم خلال الشتاء لضمان حصولهم على مأوى وطعام.
وتوجد حالات أخرى حيث قام الآباء بتسليم أطفالهم إلى أقارب في أماكن أكثر أمانًا بينما بقوا في المناطق الخطرة لاستمرار العمل وتوفير احتياجات أطفالهم.
أوضاع مأساوية في الملاجئ
تعيش رايسة (61 عامًا) مع حفيدتها يانا (14 عامًا) في أحد الملاجئ الجماعية في أوكرانيا، حيث يشارك الناس من مختلف الأعمار والجنسين غرف نوم ومرافق مشتركة.
توفيت والدة يانا قبل الحرب، وأصبحوا الآن مشردين من منزلهم في منطقة دونيتسك، تقول رايسة: "نشأت في عائلة ميسورة الحال، وكنت ميسورة الحال مع زوجي، لكن زوجي توفي، وبعد عام توفيت ابنتي، والدة حفيدتي.. ثم بدأت الحرب، وكنا في وضع يائس، اضطررنا للانتقال إلى مكان دون استئجار شقة، لم أستطع العيش على معاشي التقاعدي البالغ 3000 هريفنا (71 دولارًا شهريًا)، وبالطبع ارتفعت الأسعار بشكل كبير".
تأثير النزاع على حياة الأطفال
قالت مديرة منظمة "إنقاذ الطفولة" في أوكرانيا، سونيا خوش: “لقد دمرت ثلاث سنوات من الحرب الشاملة في أوكرانيا، بالإضافة إلى الضغوط التي خلفتها سنوات من الإغلاقات بسبب جائحة كوفيد، حياة الأطفال، تم سحب طفولتهم بالقوة، حيث أجبروا على مغادرة منازلهم، وشهدوا قصف مدارسهم ومجتمعاتهم، وفقدوا أحباءهم وأصدقائهم، وعاشوا في خوف من الإنذارات الجوية المستمرة، وقضوا آلاف الساعات في الملاجئ والأنفاق الباردة، من الأطفال الذين يعيشون على جبهات الحرب إلى أولئك الذين تم تهجيرهم من منازلهم، فإن حجم الخسائر كارثي".
وأوضحت خوش أن العديد من الأطفال قد غرقوا في الفقر ويعيشون الآن في منازل تضررت جراء النزاع ولا تستطيع عائلاتهم إصلاحها، وأضافت أن بعضهم لا يعرف من أين سيحصلون على وجبتهم القادمة، بينما يبرد آخرون ليلاً لأنهم لا يملكون المال لشراء البطانيات والملابس الشتوية المناسبة.