تحذيرات أممية: النُظم الغذائية الحالية تهدد العالم بالمجاعة

أمام الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف

تحذيرات أممية: النُظم الغذائية الحالية تهدد العالم بالمجاعة
أطفال فلسطينيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية- أرشيف

حذر المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، من أن معظم دول العالم معرضة لخطر الجوع والمجاعة بسبب أنظمتها الغذائية التي لا تخدم احتياجات الناس.

 وأكد فخري خلال كلمته أمام الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس الثلاثاء أن الحكومات لم تستخلص الدروس الصحيحة من أزمة جائحة كوفيد-19، حيث أنهت البرامج الطارئة التي خففت من حدة الجوع بدلاً من تحويلها إلى سياسات مستدامة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

استخدام التجويع كسلاح

وأشار فخري إلى أن جميع الدول الكبرى، بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر استخدام التجويع كسلاح، وأضاف: "إذا لم نغيّر أنظمتنا الغذائية اليوم، سنشهد استخدام الغذاء كسلاح حرب بشكل متزايد في المستقبل".

سلط المقرر الأممي الضوء على الأوضاع في فلسطين، حيث وصف ما يجري هناك بأنه "أسرع حملة تجويع في التاريخ الحديث"، كما أكد أن السودان يشهد أكبر أزمة جوع ومجاعة يشهدها العالم في العصر الحديث، وأضاف أن الجوع ليس نتيجة لأسباب طبيعية، بل هو نتاج فشل سياسي وعيوب مؤسسية على مدار القرن الماضي.

تأثير أزمة الديون على الأمن الغذائي

أوضح فخري أن الدول تواجه خيارًا صعبًا بين تسديد ديونها أو تلبية الاحتياجات الغذائية والاجتماعية لمواطنيها، وأكد أن هيمنة الشركات والمؤسسات المالية على النظم الغذائية جعلت الدول أكثر عرضة للأزمات، خاصة مع انسحاب الحكومات من الاستثمار في الزراعة والإنفاق الاجتماعي، كما أشار إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض، مما يزيد من تعقيد الأزمة.

ودعا المقرر الأممي الدول والمنظمات الدولية إلى المشاركة في الفعاليات القادمة لمناقشة الحلول الممكنة للأزمة، بما في ذلك الحوار التعاوني حول الحوكمة الذي تستضيفه لجنة الأمن الغذائي العالمي في أبريل، إضافة إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا، وقمة النظم الغذائية في إثيوبيا خلال يوليو المقبل.

وأكد فخري أن إدراج أزمة الديون على جدول أعمال هذه الفعاليات أمر بالغ الأهمية لضمان إيجاد حلول مستدامة للأمن الغذائي والتغذية على مستوى العالم.

يُذكر أن الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف تُعقد في الفترة بين 24 فبراير و4 أبريل، ويقدم خلالها المقررون الخاصون والخبراء تقاريرهم إلى المجلس، كما تُعقد فعاليات وجلسات حوار تفاعلية حول عدد من أهم القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية