الحرب التجارية والأزمة الأوكرانية تتصدران محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع
الحرب التجارية والأزمة الأوكرانية تتصدران محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع
اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيرته الكندية ميلاني جولي، الخميس، في كيبيك على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، حيث هيمنت الحرب التجارية المتفاقمة بين البلدين على النقاشات، إلى جانب الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا,
وأصبح روبيو أول مسؤول في الإدارة الأمريكية الجديدة يزور كندا بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتصاعدت حدة التوترات التجارية بعد فرض واشنطن رسومًا جمركية على الصادرات الكندية، في خطوة اعتبرتها أوتاوا تهديدًا للعلاقات بين البلدين.
سياسات تجارية صارمة
وأعلن ترامب سابقًا رغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، مشددًا على فرض سياسات تجارية صارمة بحق الدولة المجاورة، التي تعد من أهم الشركاء الاقتصاديين لأمريكا.
ورغم اعتراف روبيو بأن التوتر التجاري سيكون جزءًا من محادثاته مع جولي، فقد أكد أن "هذا الاجتماع ليس حول كيفية السيطرة على كندا".
من جهتها، شددت وزيرة الخارجية الكندية على أن "سيادة كندا غير قابلة للتفاوض"، مؤكدة أن الحكومة الكندية لن تتهاون في الرد على أي إجراءات تضر بمصالحها الاقتصادية.
تصعيد الرسوم الجمركية
فرضت أوتاوا، صباح الخميس، تعريفات جمركية جديدة على بعض المنتجات الأمريكية ردًا على قرارات ترامب، وتسعى كندا إلى حشد دعم الدول الأوروبية خلال اجتماع مجموعة السبع، لحثها على التعامل بجدية مع التهديدات التجارية الأمريكية.
وحذرت جولي من أن "الولايات المتحدة إذا كانت قادرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد أقرب حلفائها وأصدقائها، فإن أي دولة أخرى قد تكون عرضة للخطر".
وفي واشنطن، توعد ترامب بالرد على التعريفات الأوروبية الجديدة، التي ستفرض على مجموعة من الواردات الأمريكية بدءا من الأول من أبريل، كرد على الرسوم الأمريكية البالغة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، التي بدأ تنفيذها الأربعاء.
أوكرانيا في صدارة المحادثات
وتصدر ملف أوكرانيا جدول أعمال الاجتماع، في ظل استمرار الحرب بعد أكثر من ثلاث سنوات على الغزو الروسي، ووافقت كييف، قبل يومين، على الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا، بينما لم تعلن موسكو موقفها الرسمي بعد.
وأكد روبيو أن "الكرة الآن في ملعب روسيا"، مشيرًا إلى أن الجميع يترقب رد الكرملين.
ودفع ترامب، الذي عزز علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عودته إلى السلطة، فريقًا من المفاوضين الأمريكيين للتوجه إلى موسكو على الفور، معربًا عن أمله في قبول روسيا بالمقترح الأمريكي.
وأبدى القادة الأوروبيون قلقهم من استبعادهم عن المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا، واعتبروا أن تحقيق السلام يتطلب ضمانات أمنية تحول دون شن روسيا أي هجوم جديد.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "إذا لم نتمكن من تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، فإن ميل بوتين إلى النزاع والفوضى سيزداد حتماً".
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني على أهمية "الحفاظ على وحدة الموقف الأطلسي لضمان سلام عادل ومستدام، يحفظ استقلال أوكرانيا وسيادتها، ويعزز الأمن الأوروبي".
أجندة موسعة للقمة
يناقش وزراء الخارجية خلال الاجتماع، الذي يستمر ثلاثة أيام في شارلوفوا، قضايا أخرى، أبرزها العلاقات مع الصين، والتطورات في الشرق الأوسط، ودور مجموعة السبع في التعامل مع الأزمات العالمية.
ويأتي هذا الاجتماع قبيل القمة المرتقبة لقادة مجموعة السبع، المزمع عقدها في ولاية ألبرتا الكندية في يونيو المقبل.