مخاوف يمنية من تهديدات الحوثي للملاحة الدولية والأمن الإقليمي

مخاوف يمنية من تهديدات الحوثي للملاحة الدولية والأمن الإقليمي
عناصر تابعة لميليشيا الحوثي- أرشيف

 

 

حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، من تصعيد خطِر تمارسه ميليشيات الحوثي بدعم إيراني، عقب كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن محاولات الجماعة الحصول على تكنولوجيا عسكرية متقدمة.

وقال الإرياني، في بيان نشره على منصة "إكس" الجمعة، إن "المقاومة الوطنية في الساحل الغربي ضبطت خلايا وقود الهيدروجين، التي كانت في طريقها إلى الميليشيات قادمة من إيران"، مشيرًا إلى أن هذه التقنية تمنح الطائرات المسيّرة والصواريخ مدى أطول، وتجعلها أقل قابلية للكشف، ما يوسع نطاق الاستهداف ويضاعف التهديد للملاحة الدولية.

خطر متزايد وتجاهل دولي

وأشار الإرياني إلى أن الحكومة اليمنية حذرت مرارًا من خطورة تنامي قدرات الحوثيين، لكن "التساهل الدولي سمح لهم بالوصول إلى هذه المرحلة الخطِرة"، وشبّه الوزير الحوثيين بـ"سرطان إرهابي في مرحلته الثالثة، يوشك أن يتحول إلى المرحلة الرابعة، ما يجعل استئصاله أكثر صعوبة وتكلفة، ليس فقط لليمن، بل للعالم بأسره".

وأكد أن استمرار الحوثيين في هذا النهج يعني أن العالم يواجه تنظيمًا إرهابيًا عابرًا للحدود يمتلك أدوات تهدد أمن التجارة العالمية واستقرار المنطقة، محذرًا من أن التهاون مع هذا الخطر لم يعد خيارًا.

دعوة لتحرك دولي عاجل

ودعا الإرياني إلى تحرك دولي حاسم لدعم الجيش اليمني في استعادة البلاد من قبضة الحوثيين، مشددًا على أن التحرك اليوم سيكون أقل تكلفة وأيسر من مواجهة كارثة أمنية واقتصادية قد تصبح خارج السيطرة مستقبلًا.

وطالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة ضد قادة ميليشيات الحوثي، عقب إعلان الجماعة استئناف هجماتها على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي وقت سابق أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني أن "الميليشيات الحوثية تواصل ممارساتها العدوانية لتحقيق مكاسب سياسية، متناسية سجلها المليء بجرائم التهجير القسري بحق ملايين اليمنيين"، وشدد على ضرورة تعامل المجتمع الدولي بحزم مع هذه الانتهاكات الحقوقية، محذرًا من أن الصمت الدولي شجع الحوثيين على تصعيد ممارساتهم القمعية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

وأشار الإرياني إلى أن الحوثيين تسببوا في تشريد أكثر من 6 ملايين يمني، عبر سياسات القمع والتشريد وتفجير منازل المعارضين، ما أسفر عن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

تصاعد الأزمة الإنسانية 

يدخل اليمن عامه الحادي عشر من الصراع بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم مناطق الشمال، بما في ذلك مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، والتي تضم ميناءً حيويًا لملايين السكان.

وأدت الحرب المستمرة إلى سقوط أكثر من 377 ألف قتيل بشكل مباشر وغير مباشر، إلى جانب أزمة إنسانية حادة وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، كما يواجه 18.2 مليون شخص في اليمن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، فيما يعاني 17.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي.

تواصل الأمم المتحدة مساعيها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة إحياء مسار الحوار السياسي المتعثر منذ توقيع اتفاق السويد بشأن الحديدة عام 2018، ورغم الجهود الدبلوماسية، ما تزال الأزمة الإنسانية تتفاقم، وسط تحذيرات من استمرار العنف وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية