استبعاد مرشحة يمينية متطرفة أخرى من السباق الرئاسي في رومانيا
استبعاد مرشحة يمينية متطرفة أخرى من السباق الرئاسي في رومانيا
استبعدت اللجنة الانتخابية في رومانيا، مرشحة يمينية متطرفة أخرى من السباق الرئاسي، وذلك بعد أيام من رفض ترشح السياسي اليميني المتطرف كالين جورجيسكو، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه كان الأوفر حظًا للفوز، وذلك في ظل أجواء سياسية مشحونة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل.
أصدرت اللجنة العليا للانتخابات بيانًا السبت، أكدت فيه "قرار رفض ترشيح ديانا سوسواكا"، التي تشغل منصب نائبة في البرلمان الأوروبي، وأوضحت اللجنة أن قرارها استند إلى معطيات تتعلق بمشاركتها في الانتخابات السابقة التي أُلغيت في وقت لاحق وكانت مقررة في نوفمبر وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
تبريرات اللجنة الانتخابية وردود الفعل
أشارت المحكمة الدستورية إلى أن تصريحات سوسواكا تتعارض مع "القيم الديمقراطية"، ما قد يشكل تهديدًا لعضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وردت النائبة السابقة على القرار عبر منشور على فيسبوك، قائلة: "أنا دليل على أننا لا نعيش في ديمقراطية"، مؤكدة أنها ستتقدم باستئناف ضد قرار الاستبعاد.
ظهرت سوسواكا، الخميس الماضي، وهي تضع قفازات ملاكمة خلال تقديم طلب ترشحها، في إشارة رمزية إلى نيتها "محاربة النظام مرة أخرى"، على حد تعبيرها.
وسبق لحزبها "أنقذوا رومانيا" أن حصل على نحو 7% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر ، ما منحه 24 مقعدًا في البرلمان.
ترشح جورج سيميون
وافقت اللجنة الانتخابية على طلب زعيم حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" (أور)، جورج سيميون، الذي بات الشخصية اليمينية المتطرفة الأبرز في السباق الرئاسي بعد استبعاد جورجيسكو وسوسواكا.
رأى "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" أن رفض ترشح سوسواكا يمثل "ضربة جديدة للديمقراطية الرومانية وانتهاكًا خطرًا للحقوق والحريات الأساسية".
وتسبب استبعاد جورجيسكو في إثارة موجة من الاضطرابات السياسية، خاصة بعد أن حل في المركز الأول خلال الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في نوفمبر، قبل أن يتم إلغاؤها لاحقًا بقرار نادر في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
اتهامات بالتدخل الروسي
اتُهم جورجيسكو بالحصول على دعم غير مشروع من موسكو، خاصة عبر حملة مكثفة على منصة "تيك توك" الصينية، وهو ما أثار مخاوف بشأن التدخل الأجنبي في العملية الانتخابية، ورغم اندلاع احتجاجات، اتسم بعضها بالعنف، عقب استبعاده من السباق، لم تُسجَّل أي حوادث تذكر يوم السبت.
خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي، حاملين أعلام التكتل الأوروبي، وقالت الطبيبة البيطرية إيلينكا سيوكوليسكو (62 عامًا): "كانت الأشهر القليلة الماضية رهيبة.. في لحظة ما، كدت أفقد الأمل، لكن عددنا يكفي للمقاومة".
ترحيب باستبعاد مرشحي اليمين المتطرف
رحبت بعض الأصوات في الشارع الروماني بقرار استبعاد مرشحين من التيار اليميني المتطرف، أوضحت باتريسيا إياكوب، وهي خبيرة اقتصادية تبلغ من العمر 34 عامًا، أنها شاركت في المظاهرات "لإظهار أن الذين يصرخون بصوت أعلى ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لشراء الأصوات لا يمكنهم إسكاتنا"، وأضافت: "من العدل أن يدفع أي مرشح ثمن أي فعل غير قانوني يقوم به".
تشير هذه التطورات إلى استمرار حالة الانقسام السياسي في رومانيا قبل الانتخابات المرتقبة، وسط تزايد الجدل حول دور الاتحاد الأوروبي والتدخلات الخارجية في مسار الديمقراطية الرومانية.