إدارة ترامب تبدأ تسريحاً واسعاً لموظفي وسائل إعلام تمولها الحكومة

إدارة ترامب تبدأ تسريحاً واسعاً لموظفي وسائل إعلام تمولها الحكومة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عمليات تسريح جماعية في إذاعة "صوت أميركا" (Voice of America) ووسائل إعلام أمريكية أخرى ممولة من الحكومة، في خطوة تعكس توجهًا نحو تقليص النفوذ الإعلامي الأمريكي عالميًا.

في رسالة إلكترونية رسمية، أُبلغ الموظفون المتعاقدون بإنهاء خدماتهم بحلول نهاية مارس الجاري، وطُلب منهم التوقف فورًا عن العمل، ومنعوا من دخول المباني أو استخدام الأنظمة التابعة للوكالة الأميركية للإعلام العالمي (USAGM)، وفق ما أكده عدد من العاملين لوكالة "فرانس برس".

وشكل المتعاقدون الجزء الأكبر من القوى العاملة في "صوت أميركا"، خصوصًا في الخدمات الموجهة بلغات غير الإنجليزية، رغم عدم توفر بيانات دقيقة حول أعدادهم. 

ويُرجح أن يكون العديد منهم غير حاصلين على الجنسية الأمريكية، ما يضعهم في موقف صعب فيما يتعلق بتأشيرات إقامتهم في الولايات المتحدة.

إجازات إدارية للموظفين

في المقابل، لم يتم تسريح الموظفين الدائمين بشكل فوري، لكنهم مُنحوا إجازة إدارية مع منعهم من العمل، ما يعكس استراتيجية تدريجية في تقليص حجم الإذاعة.

ومع توقف العديد من البرامج نتيجة نقص الكادر الإعلامي، انتقلت بعض الخدمات في "صوت أميركا" إلى بث الموسيقى بدلاً من إنتاج محتوى جديد، في مؤشر على تراجع قدرة المحطة على القيام بدورها الإعلامي التقليدي.

إعلاميون ينتقدون القرار

أكد الصحفي ليام سكوت الذي يعمل في قسم الحريات الصحفية والتضليل الإعلامي بـ"صوت أميركا"، أنه تلقى إشعارًا بإنهاء عمله بحلول 31 مارس الجاري. 

وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وصف سكوت الإجراءات بأنها جزء من مساعي إدارة ترامب لتفكيك المؤسسات الحكومية، في إطار هجوم أوسع على حرية التعبير والإعلام.

وأضاف: "غطيت قضايا حرية الصحافة لفترة طويلة، ولم أرَ شيئًا مشابهًا لما يحدث في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة".

إجراءات شملت منصات أخرى

تأتي هذه القرارات في أعقاب توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا الجمعة الماضي، يستهدف خفض ميزانية "الوكالة الأميركية للإعلام العالمي" كجزء من سياسات تقشفية أوسع. وقد طلبت الوكالة ميزانية قدرها 950 مليون دولار للعام المالي 2024، في حين كان لديها 3384 موظفًا في 2023.

وامتدت عمليات التقليص إلى "إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي"، التي تأسست خلال الحرب الباردة لاستهداف التكتل السوفياتي السابق، وإذاعة "آسيا الحرة"، التي تغطي أخبار الصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى ذات قيود إعلامية مشددة.

وشملت التخفيضات "راديو فردا"، الذي يبث بالفارسية ويُحجب داخل إيران، إضافة إلى شبكة "الحرة" الناطقة بالعربية، التي أُطلقت بعد غزو العراق لمواجهة تأثير قناة الجزيرة القطرية.

تراجع النفوذ الإعلامي الأمريكي

تأتي هذه الإجراءات في وقت تكثف فيه الصين وروسيا استثماراتهما في وسائل الإعلام الرسمية، لمنافسة السرديات الغربية، وتوفر الصين على وجه الخصوص محتوى مجانيًا لوسائل الإعلام في البلدان النامية، لتعزيز نفوذها العالمي.

وتشير هذه التحركات إلى تحول جذري في الاستراتيجية الإعلامية الأمريكية، مع تراجع دور المنصات التقليدية التي طالما اعتُبرت أداة لنشر النفوذ الأمريكي عالميًا، خصوصًا في الدول ذات القيود الإعلامية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية