البابا فرنسيس: الحرب تدمر المجتمعات والبيئة.. والدبلوماسية تحتاج لحياة جديدة
البابا فرنسيس: الحرب تدمر المجتمعات والبيئة.. والدبلوماسية تحتاج لحياة جديدة
انتقد البابا فرنسيس، في رسالة وجّهها إلى مدير صحيفة "كورييري ديلا سيرا" لوتشيانو فونتانا، اليوم الثلاثاء، التأثير المدمر للحروب على المجتمعات والبيئة، مشددًا على ضرورة إعادة إحياء الدبلوماسية والمنظمات الدولية لمنحها مصداقية وحياة جديدة في مواجهة الصراعات العالمية.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيطالية "نوفا"، أكد البابا أن الحرب لا تجلب سوى الدمار، موضحًا أن الضعف البشري يجعلنا أكثر وعيًا بما يبقى وما يزول، بما يُحيي وما يُميت.
ودعا إلى ضرورة الاعتراف بالحدود البشرية وعدم تجاهل معاناة الأشخاص الهشّين والمجروحين، لأنهم يعكسون بوضوح الاتجاهات التي اختارتها المجتمعات.
أهمية الكلمة وتأثير الإعلام
شدّد البابا فرنسيس على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي العام، مطالبًا الصحفيين والشخصيات الإعلامية بالشعور بالمسؤولية الكاملة تجاه الكلمات التي يستخدمونها.
وأكّد أن الكلمات ليست مجرد تعبيرات عابرة، بل حقائق قادرة على بناء البيئات البشرية، أو تدميرها، حيث يمكنها أن توحد أو تفرق، أن تخدم الحقيقة أو تحرّفها.
ودعا إلى تحرير الكلمات والعقول والأرض من أي سطوة قد تفرضها العواطف أو المصالح الضيقة، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى التأمل، والهدوء، والتفكير العميق لفهم تعقيدات الأوضاع السياسية والاجتماعية.
تعزيز الأخوّة والسلام
أوضح البابا أن الأديان تمتلك القدرة على إحياء روح العدالة والأخوّة بين الشعوب، مؤكدًا أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون التزام حقيقي بالعمل الجماعي والحوار البنّاء.
وختم رسالته بتأكيده على أن السعي نحو السلام يتطلب التزامًا وعملًا، كما يحتاج إلى الصمت والتأمل، إضافةً إلى الكلمات الحكيمة، مشددًا على أن النعمة السماوية ستظل مصدر إلهام ومرافقة لهذا الجهد الجماعي.
ومن جانبه، قال وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال، بيترو بارولين، على هامش فعالية "مائدة رمضان– إفطار" المقامة في روما: "البابا فرانسيس ليس لديه أي نية للاستقالة".
الحالة الصحية للبابا
وأكد بارولين أنه التقى البابا قبل أسبوع، قائلا "لقد وجدته أفضل من المرة الأولى، ولكن هذا مجرد تقييم خارجي"، مؤكداً ضرورة الالتزام بالنشرات الطبية "لأنها هي التي تخبرنا بالضبط عن حالة البابا".
وأعلن المكتب الصحفي التابع للكرسي الرسولي أن حالة البابا فرانسيس، الذي يرقد في المستشفى منذ أكثر من 30 يوما في عيادة جيميلي، "مستقرة مع تحسن طفيف بفضل العلاج التنفسي والحركي".
وأوضح المكتب الصحفي أن البابا يستخدم الأكسجين عالي التدفق باستخدام القنيات الأنفية بشكل أقل ويمكنه في بعض الأحيان الاستغناء عن العلاج بالأكسجين، وفي الليل يستخدم التهوية الميكانيكية غير الجراحية، وهذا ما يفسر حقيقة أن الصورة التي التقطت ونشرت الأحد 16 مارس -وهي الصورة الأولى منذ يوم دخوله المستشفى- ظهر فيها البابا فرنسيس بدون أكسجين.