اليوم الدولي للعيش معاً في سلام.. دعوة متجددة لتعزيز التسامح وإنهاء الكراهية

يحتفل به 16 مايو من كل عام

اليوم الدولي للعيش معاً في سلام.. دعوة متجددة لتعزيز التسامح وإنهاء الكراهية
العيش معًا في سلام

يحتفل العالم في 16 مايو من كل عام باليوم الدولي للعيش معاً في سلام، في مناسبة سنوية أطلقتها الأمم المتحدة لترسيخ ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح والتفاهم والتعاون بين الأفراد والمجتمعات والدول.

وأقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في قرارها رقم 72/130 بتاريخ 8 ديسمبر 2017، استجابةً لمبادرة أطلقتها الجزائر خلال مؤتمر بوهران عام 2014، بدعم من الجمعية الدولية الصوفية العلوية، وهي منظمة غير حكومية مقرها مستغانم.

حظي القرار بدعم واسع من 172 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، ما يعكس الإجماع الدولي على أهمية إرساء ثقافة عالمية للسلام.

تعزيز ثقافة السلام

تركز الأمم المتحدة على اعتبار هذا اليوم فرصة سنوية لدعوة الأفراد والمجتمعات إلى تجاوز الخلافات والصراعات، والعمل معاً من أجل عالم أكثر وئاماً وإنصافاً، يرتكز على احترام التنوع الثقافي والديني واللغوي، وتدعو إلى جعل هذا اليوم أداة لتعبئة الجهود الدولية لبناء السلام، عبر تعزيز مفاهيم المصالحة والتسامح والتفاهم المتبادل، ومكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية والتطرف.

وتنظم الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني العديد من الفعاليات الثقافية والتعليمية والإعلامية لإحياء هذه المناسبة، تشمل حملات توعوية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وورش عمل وندوات تثقيفية ركزت على قيم التعايش السلمي، كما تقام فعاليات فنية وثقافية تعبر عن التنوع الثقافي والانسجام الإنساني، بمشاركة مؤسسات تعليمية ودينية وشخصيات فكرية ومجتمعية.

وشجعت المناسبة على تعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية، والمبادرات الشبابية والمجتمعية، لبناء مجتمعات قادرة على التعامل مع الاختلاف بروح التسامح، ودعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى العمل من خلال المجتمعات المحلية، وزعماء الدين، والجهات الفاعلة الأخرى، لدعم جهود المصالحة الوطنية، عبر إجراءات تصالحية وأعمال مجتمعية تعزز التسامح والرحمة والتفاهم بين الأفراد.

وتؤكد الأمم المتحدة أن السلام لا يتحقق بغياب النزاعات فقط، بل يتطلب عملاً تشاركياً قائماً على الحوار والتفاهم المشترك، وقد استندت الأمم المتحدة في هذا التوجه إلى الإعلان العالمي بشأن ثقافة السلام الذي اعتمدته الجمعية العامة عام 1999 بموجب القرار 53/243، والذي أكد أن بناء ثقافة السلام يبدأ من عقول البشر، كما ورد في ميثاق اليونسكو: "بما أن الحروب تبدأ في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".

نبذ التمييز والتعصب

دعا الإعلان العالمي إلى القضاء على كل أشكال التمييز والتعصب، بما يشمل التمييز على أساس العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي أو غير السياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو الإعاقة، أو غيرها من الأوضاع.

وتوجه الأمم المتحدة نداءً لجميع الدول الأعضاء، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومؤسسات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، للمشاركة في إحياء هذا اليوم سنوياً بوسائل مختلفة تتماشى مع ظروف وثقافات كل مجتمع، من خلال التثقيف وتنظيم أنشطة عامة تُسهم في رفع الوعي وتعزيز السلام.

وركزت الاحتفالات على أهمية تعزيز الشمول الاجتماعي، واحتضان الاختلافات، وتوفير بيئات تتيح لكل فرد المشاركة الفاعلة في بناء مجتمع متماسك، حيث تدعو المناسبة إلى نبذ العنف والانقسام، والعيش معاً رغم تنوع الهويات والخلفيات، مؤكدة أن السلام لا يُبنى فقط عبر المعاهدات والسياسات، بل من خلال العلاقات اليومية بين الأفراد والجماعات، القائمة على احترام الآخر، والاعتراف المتبادل بالكرامة الإنسانية.

وفي هذا الصدد، أشارت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في تصريح سابق لها بالمناسبة، إلى أن هذا اليوم يذكّر العالم، في زمن تصاعد النزاعات والتوترات، بأن السعي للسلام يجب أن يكون جهداً يومياً لا يتوقف، مبنياً على قيم الوئام والعدالة والكرامة الإنسانية.

ودعت أزولاي إلى الاستثمار في التعليم والحوار، وتوسيع مساحات التلاقي الثقافي والديني، ومواجهة خطاب الكراهية والانقسام بكل الوسائل الممكنة.

رسالة متجددة للسلام

يجسد اليوم الدولي للعيش معاً في سلام التزاماً جماعياً بمستقبل مشترك، يؤمن بالتعددية والانفتاح، ويعمل على بناء عالم أكثر إنصافاً واستقراراً.

وتبقى رسالة هذا اليوم متجددة، وهي أن التحديات العالمية لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التضامن الحقيقي، والتفاهم العميق، والعمل التشاركي الهادف، من أجل سلام دائم ينعكس في حياة الناس اليومية، ويمنحهم الأمن والكرامة والأمل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية