دراسة: تدابير مكافحة تلوث الهواء في الصين تنقذ آلاف المرضى

دراسة: تدابير مكافحة تلوث الهواء في الصين تنقذ آلاف المرضى
تلوث الهواء - أرشيف

أظهرت دراسة حديثة أن التدابير التي اتخذتها الصين لمكافحة تلوث الهواء أسهمت في تجنب أكثر من 270 ألف حالة مرضية خطِرة تتعلق بأمراض القلب والاضطرابات التنفسية خلال أربع سنوات.

نقلت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، اليوم الأربعاء، أن باحثين من جامعة شيآن جياوتونغ رصدوا بيانات أكثر من 48 مليون حالة دخول إلى المستشفيات في 292 مدينة صينية، خلال الفترة بين عامي 2013 و2017، لتقديم تقييم شامل للفوائد الصحية الناجمة عن خطة العمل الوطنية للحد من تلوث الهواء التي أُطلقت عام 2013.

وسجل الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم "بي إم 2.5" والكربون الأسود، وهما ملوثان يرتبطان بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

وأظهرت الدراسة أن متوسط التركيز السنوي لهذه الجسيمات انخفض بنسبة 28.61%، في حين تراجع الكربون الأسود بنسبة 20.35% بحلول عام 2017، مقارنة بمستويات عام 2013.

وأكدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسين"، أن هذه السياسات خفضت حالات دخول المستشفيات المرتبطة بتسعة أمراض رئيسية متعلقة بتلوث الهواء، حيث انخفضت بنسبة 30% بسبب "بي إم 2.5" و21.14% بسبب الكربون الأسود.

تحسن في الصحة النفسية

كشفت البيانات أن حالات دخول المستشفيات بسبب الاكتئاب سجلت انخفاضًا بنسبة 34.35%، وهو أكبر انخفاض بين الحالات التي تم تحليلها، في حين تراجعت حالات انفصام الشخصية بنسبة 32.56%.

وفيما يتعلق بأمراض القلب، انخفضت حالات دخول المستشفيات بنسبة 32.52% بسبب عدم انتظام ضربات القلب، تلتها السكتات الدماغية بنسبة 29.66%، وأمراض القلب التاجية بنسبة 29.74%، وقصور القلب بنسبة 28.92%.

فوائد أوسع للصحة العامة

أكدت الدراسة أن تحسن جودة الهواء ارتبط أيضًا بانخفاض حالات دخول المستشفيات بسبب التهابات الجهاز التنفسي السفلي، ومرض باركنسون، وأمراض الكلى المزمنة، ما يبرز الأثر الإيجابي الشامل للسياسات البيئية الصارمة.

وشدد الباحثون على أن هذه النتائج تسلط الضوء على الفوائد الصحية بعيدة المدى لجهود الصين في مكافحة تلوث الهواء، مؤكدين أهمية استمرار هذه التدابير لحماية الصحة العامة وتحسين جودة الحياة.

مؤشر جودة الهواء العالمي

وعلى صعيد متصل، كشف مؤشر جودة الهواء العالمي "آي كيو إير" أن تلوث الهواء ما يزال أحد أخطر التهديدات للصحة العامة والبيئة، حيث إن 17% فقط من المدن حول العالم تلبّي معايير جودة الهواء الموصى بها، ويُعد التلوث مسؤولًا عن 7 ملايين وفاة سنويًا، في ظل استمرار الأزمة دون حلول جذرية.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 99% من سكان العالم يعيشون في مناطق تتجاوز مستويات التلوث فيها التوصيات الصحية.

ويمكن أن يؤدي استنشاق الهواء الملوث إلى الإصابة بأمراض خطِرة، منها مشكلات الجهاز التنفسي، السرطان، ومرض الزهايمر، ما يعزز الحاجة إلى إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الملوثة.

ترابط أزمة المناخ وتلوث الهواء

يؤكد التحالف العالمي من أجل المناخ والصحة أن مكافحة تلوث الهواء ترتبط بشكل مباشر بمواجهة الاحتباس الحراري، حيث إن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة يمكن أن يبطئ تغير المناخ، ويحسن جودة الهواء، ما يسهم في حماية ملايين الأرواح حول العالم.

ومع استمرار التحذيرات، تبقى الحاجة ماسة إلى إجراءات دولية أكثر صرامة لضمان بيئة صحية، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا من هذه الأزمة البيئية والإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية