«القومي للمرأة بمصر»: المؤشرات الأولية لدراما رمضان تعطي صورة سلبية عن النساء
«القومي للمرأة بمصر»: المؤشرات الأولية لدراما رمضان تعطي صورة سلبية عن النساء
كشفت لجنة الإعلام لرصد وتحليل صورة المرأة في الدراما المصرية، التابعة للمجلس القومي للمرأة، عن المؤشرات الأولية للأعمال الدرامية خلال النصف الأول من شهر رمضان 2025، مشيرة إلى تراجع ملحوظ في تقديم صورة إيجابية للمرأة المصرية، مقابل تصدر النماذج السلبية بشكل مقلق.
وأكدت رئيسة المجلس القومي للمرأة، المستشارة أمل عمار، في التقرير الأولي المنشور اليوم الخميس على موقع المجلس -اطلعت عليه جسور بوست- ضرورة تقديم صورة عادلة ومتوازنة للمرأة المصرية في الأعمال الفنية، تعكس دورها الفاعل في المجتمع، مشيرة إلى أن اللجنة ستواصل رصد وتحليل الأعمال الدرامية، تمهيدًا لإصدار تقرير شامل بنهاية الشهر الفضيل.
المرأة بين العنف والتنميط السلبي
وقالت الدكتورة سوزان القليني، رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس، بأن نتائج الرصد حتى الآن تدق ناقوس الخطر، إذ تعكس الدراما صورة نمطية سلبية عن المرأة المصرية، ما أثار جدلًا واسعًا بين المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقًا للتقرير الأولي، أبرزت اللجنة عدة ملاحظات جوهرية، من بينها:
تراجع دور المرأة الداعمة للأسرة والمجتمع في مقابل تصدر نماذج المرأة المنتقمة، والمتسلطة، والعنيفة، ما يعزز صورة مشوهة عن المرأة المصرية، وكذلك تصاعد مشاهد العنف ضد المرأة، سواء الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي، بما في ذلك القتل، السجن، الابتزاز، التحرش، التمييز، والعنف الإلكتروني، وأيضًا إبراز سلوكيات غير أخلاقية، مثل البحث عن "محلل" بعد الطلاق، وتعدد العلاقات المحرمة، في تجاهل لقيم المجتمع الدينية والأخلاقية.
وتضمنت الملاحظات انتشار مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات والخمور بين الشخصيات النسائية، ما يؤثر سلبًا في وعي الأجيال الجديدة، وأيضًا إقحام قضايا مثيرة للجدل، مثل زواج المرأة من أكثر من رجل، والسحر والشعوذة، ما يعزز مفاهيم مغلوطة عن المرأة والمجتمع.
وأكدت اللجنة في ملاحظاتها استمرار التنميط العنصري للمرأة ذات البشرة السمراء، في تجاهل واضح لمبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة إلى غياب تام لنماذج المرأة الناجحة والمثابرة، حيث لم يقدم أي عمل درامي هذا العام صورة واقعية للمرأة المصرية المجدة والمخلصة في عملها.
مراجعة الأعمال الدرامية
دعت اللجنة إلى ضرورة مراجعة المحتوى الدرامي، وإدراج معايير تعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية، مع التأكيد على أهمية تقديم نماذج إيجابية تعكس الدور الحقيقي للمرأة في المجتمع، منوهة أن التقرير النهائي سوف يصدر مع نهاية شهر رمضان.
يأتي ذلك فيما يرى مراقبون أن التنوع في صورة المرأة بالمسلسلات جعل المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام ثرية على مستوى القضايا المطروحة، حيث لا تقتصر الأعمال المتنافسة على الترفيه، بل تتجاوزه إلى طرح مشكلات مجتمعية تمس النساء من مختلف الفئات، ما يعكس واقع التحديات التي تواجهها المرأة المصرية التي هي نموذج من المرأة العربية اليوم.