السلطات الباكستانية تعتقل ناشطة مدافعة عن حقوق البلوش

اعتقلت السلطات الباكستانية الناشطة البارزة مارانغ بالوتش، المدافعة عن حقوق البلوش، على خلفية اعتصام احتجاجي في بلوشستان جنوب غربي البلاد، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، وفق ما أعلنت الشرطة السبت.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في الشرطة، رفض الكشف عن اسمه، أن بالوتش و17 متظاهرًا آخرين، بينهم 10 رجال و7 نساء، اعتُقلوا، مضيفًا أنه "يجري الآن النظر في التهم التي ستُوجَّه إليهم".

وكان المتظاهرون قد نظموا اعتصامًا أمام جامعة بلوشستان، مطالبين بالإفراج عن عدد من أبناء جماعتهم اعتقلتهم الأجهزة الأمنية.

ووفقًا لمجموعة "لجنة بلوش يكجيتي"، التي تقودها بالوتش، فقد تم "اعتقال الناشطة والمتظاهرين الآخرين في مداهمة أمنية عنيفة قبيل الفجر"، في حين أكد مسؤول حكومي مقتل ثلاثة محتجين خلال المواجهات، في حين تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن العنف.

تصعيد مسلح في الإقليم

تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات في بلوشستان، إذ شهد الإقليم هجومًا دمويًا مطلع الشهر الجاري، عندما سيطرت مجموعة انفصالية مسلحة على قطار ركاب، ما أسفر عن مقتل نحو 60 شخصًا، نصفهم من المهاجمين.

وأعلن "جيش تحرير بلوشستان"، أحد التنظيمات المسلحة الناشطة في المنطقة، مسؤوليته عن الهجوم، متهمًا الحكومة بـ"نهب موارد الإقليم" على حساب سكانه.

مسيرة نضال 

تُعد مارانغ بالوتش من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق جماعة البلوش العرقية، حيث تتهم الحكومة الباكستانية بممارسات قمعية خارج نطاق القانون، تشمل الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والقتل بحق أبناء الإقليم.

إلا أن السلطات الباكستانية تبرر تدخلاتها في الإقليم بكونها حربًا ضد المتمردين الانفصاليين، الذين ينفذون هجمات تستهدف القوات الحكومية والأجانب، في المنطقة الغنية بالموارد والمحاذية لكل من أفغانستان وإيران.

اختفاء قسري

عُرفت مارانغ بالوتش بنشاطها الحقوقي منذ سن السادسة عشرة، بعدما فقدت والدها فيما يُعتقد أنه "اختفاء قسري"، قبل العثور على جثته بعد عامين. 

ومنذ ذلك الحين، برزت كإحدى القيادات النسوية في احتجاجات البلوش، حيث تتصدر النساء المشهد الحقوقي في الإقليم، باعتبار أن الرجال كانوا الأكثر تضررًا من حملات القمع الحكومية.

وفي العام الماضي، منعت الحكومة مارانغ بالوتش من السفر إلى الولايات المتحدة لحضور حفل جوائز مجلة "تايم"، بعد إدراجها ضمن قائمة "تايم 100 نيكست" للقادة الصاعدين في العالم لعام 2024.

مع استمرار الاعتقالات والاحتجاجات في بلوشستان، تتجه الأوضاع نحو مزيد من التوتر، وسط تساؤلات حول مستقبل حقوق البلوش ومصير الناشطين في باكستان.