إيران تواجه أزمة مياه حادة مع استمرار الجفاف واستنزاف الموارد الجوفية

إيران تواجه أزمة مياه حادة مع استمرار الجفاف واستنزاف الموارد الجوفية
الجفاف في إيران - أرشيف

حذّرت وسائل الإعلام الإيرانية، من التراجع الحاد في موارد المياه الجوفية وانخفاض مخزون السدود، مشيرة إلى تفاقم الإجهاد المائي والجفاف في عدة محافظات رئيسة، بينها أصفهان وطهران وخراسان رضوي ويزد.

وأعلن وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، أن إيران تواجه أزمة مائية خطِرة بسبب خمس سنوات متتالية من الجفاف، مؤكدًا ضرورة تنفيذ برامج لإدارة الاستهلاك وإعادة تدوير المياه التي وضعتها الوزارة ضمن أولوياتها، وفق "إيران إنترناشيونال".

انخفاض الأنهار الجليدية

يتزامن هذا التحذير مع انخفاض حجم تراكم الثلوج في الأنهار الجليدية بإيران، حيث تحتفل الأمم المتحدة هذا العام باليوم العالمي للمياه تحت شعار "الحفاظ على الأنهار الجليدية". 

وفي هذا السياق، أوضح مساعد وزير الطاقة، محمد جوان بخت، أن 93 نهرًا دائمًا في إيران تعتمد على تغذية الأنهار الجليدية، إلا أن حجمها وسطحها تقلصا بشكل كبير في سلاسل جبال البرز وزاجروس.

ووفقًا للإحصاءات، شهدت إيران انخفاضًا بنسبة 30% في تراكم الثلوج بالأنهار الجليدية خلال العقد الماضي، كما تراجع إنتاج الثلوج بنسبة 20% بين عامَي 2012 و2021، ما يفاقم أزمة المياه في البلاد، التي تقع في الحزام الجاف وشبه الجاف عالميًا.

تراجع مستمر في الموارد المائية

أشار المدير العام لمكتب الأخطار في منظمة الجيولوجيا والاستكشافات المعدنية، رضا شهبازي، إلى أن إيران تعاني جفافًا متواصلًا منذ عام 1998، حيث تتراجع جميع الموازين المائية باستمرار. 

وأكد الأستاذ في جامعة شيراز، عزت الله رئيسي أردكاني، أن عدد الآبار لاستخراج المياه ارتفع منذ عام 1966، ما أدى إلى استنزاف المخزون الجوفي وجفاف القنوات والأنهار.

ووفقًا للتقارير، تواجه 11 محافظة، بينها أصفهان وخراسان رضوي وخوزستان وكرمان ومازندران، أعلى مستويات الإجهاد المائي، في حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى استهلاك نحو 80% من موارد المياه الجوفية، ووضع حرج لمخزون السدود.

مخاوف من تقنين المياه

أفادت وكالة "إيسنا" بأن تدفقات المياه إلى سد زاينده رود انخفضت بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة 53% عن المعدل طويل الأمد، ما تسبب في تراجع حاد بمخزونه. كما حذرت تقارير سابقة من احتمال فرض تقنين للمياه، خصوصًا في طهران وأصفهان.

وفي محافظة سمنان، وصف مدير شركة المياه، حميد إحساني، أزمة المياه بأنها "خطِرة"، مشيرًا إلى أن نصف سعة سدود المحافظة فارغة، ما يعكس تفاقم التحديات المائية في مختلف أنحاء البلاد.

تدهور أوضاع السدود

في 18 مارس، حذر المتحدث باسم صناعة المياه، عيسى بزرك زاده، من الانخفاض الحاد في مخزون المياه بالسدود الرئيسة في إيران، مشيرًا إلى أن السعة المفيدة لسد كرج انخفضت إلى النصف، مع تحول جزء كبير من مخزونه إلى رواسب غير صالحة للاستخدام.

ومع تصاعد التحذيرات حول نقص المياه واستمرار أزمة الجفاف، تواجه إيران تحديات غير مسبوقة في إدارة مواردها المائية، وسط مخاوف من تأثيرات التغير المناخي وسوء التخطيط في مستقبل الأمن المائي بالبلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية