المعارضة تندد بقصف القوات الحكومية قاعدة عسكرية في جنوب السودان

المعارضة تندد بقصف القوات الحكومية قاعدة عسكرية في جنوب السودان
تفاقم الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان

اتهمت المعارضة في جنوب السودان، القوات الحكومية بتنفيذ قصف استهدف قاعدة عسكرية تابعة لها قرب العاصمة جوبا، في تصعيد جديد يهدد اتفاق السلام الهش بين الطرفين.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، عن حزب "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة"، بقيادة رياك مشار، بأن حاميته العسكرية في منطقة وناليت، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من العاصمة، تعرّضت لهجوم ليلي، واصفاً ذلك بأنه "عمل استفزازي يشكل انتهاكاً لاتفاق السلام المبرم عام 2018".

تحذيرات من تصعيد عسكري

اتهم الجيش الموالي للرئيس سلفا كير قوات مشار بـ"تكثيف تحركاتها"، مشيراً إلى إرسال وحدات استطلاع باتجاه مواقع الجيش في "تشكيلات عسكرية واضحة"، وفق ما صرح به المتحدث باسم الجيش لول رواي كوانغ، ولم يؤكد الجيش تنفيذ الضربات الجوية الأخيرة، إلا أن وسائل إعلام رسمية تحدثت عن وقوع "قصف عنيف" في المنطقة المستهدفة.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في القتال بين القوات الموالية لكير ومسلحين موالين لمشار، خاصة في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل.

الجيش الأبيض

واستولت مجموعة مسلحة تُعرف باسم "الجيش الأبيض"، الموالية لمشار، على قاعدة عسكرية في ناصر مطلع مارس، ما دفع الجيش الحكومي إلى شن ضربات جوية على مواقع قريبة.

أفاد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، بأن الجيش استخدم في قصفه قنابل تحتوي على سائل شديد الاشتعال لتعزيز شدة الانفجارات.

وحذر من أن البلاد "على شفا حرب أهلية جديدة"، وأكد أن هذه الهجمات العشوائية "تسببت بخسائر بشرية كبيرة وإصابات مروعة، خاصة بين النساء والأطفال".

تحذير أمريكي

دعت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان عبر منصة "إكس"، كير ومشار إلى "الانخراط في حوار مباشر للحد من تصعيد العنف"، مؤكدة أن "الهجمات التي تشنها مليشيات غير تابعة للدولة، والغارات الجوية المدعومة من الحكومة، إضافة إلى ترقية مسؤولين خاضعين لعقوبات إلى مناصب رفيعة، جميعها أمور مقلقة للغاية".

وأعلنت منظمة اليونيسف، الإثنين، أن جنوب السودان تواجه أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ استقلالها عام 2011، حيث سُجلت نحو 700 حالة وفاة خلال الأشهر الستة الماضية، معظمهم من الأطفال، وذلك في الوقت الذي تعد فيه البلاد من أفقر دول العالم، ويعاني أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة.

وتوصل كير ومشار إلى اتفاق سلام عام 2018 بعد حرب أهلية دامت خمس سنوات وأودت بحياة نحو 400 ألف شخص، إلا أن التوترات المتزايدة بين الطرفين، خاصة مع اتخاذ كير خطوات لتهميش مشار داخل الحكومة، تهدد بانهيار الاتفاق، ما قد يُدخل البلاد في موجة جديدة من النزاع المسلح.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية