ملايين النازحين يعودون إلى السودان رغم خطر الحرب والمجاعة

ملايين النازحين يعودون إلى السودان رغم خطر الحرب والمجاعة
عودة اللاجئين والنازحين السودانيين

رغم استمرار الصراع الدموي في السودان، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن عودة أكثر من مليون نازح داخلي إلى ديارهم خلال الأشهر الأربعة الماضية، مدفوعين بمؤشرات من الأمان النسبي ظهرت أخيراً في بعض المناطق، كما عاد نحو 320 ألف لاجئ إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان، لتقييم إمكانية العودة النهائية.

وأوضح عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة، وفق ما نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، الأحد، أن معظم العائدين توجهوا إلى ولاية الجزيرة بنسبة تقارب 71%، تليها سنار ثم الخرطوم، وتوقعت المنظمة عودة ما يصل إلى 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم بحلول نهاية العام، إذا استقر الوضع الأمني وتم ترميم الخدمات الأساسية.

مأساة النزوح الأكبر عالمياً

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص قسرًا، من بينهم نحو خمسة ملايين لجؤوا إلى دول الجوار، ما جعل السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم.

وفي قلب الخرطوم، تحدث رجل مسن لوفد أممي: "احتياجاتنا بسيطة: الغذاء، الماء، الرعاية الصحية، والتعليم لأطفالنا".

إعادة إعمار وسط الألغام

تبذل وكالات الأمم المتحدة جهودًا مكثفة لإعادة تأهيل العاصمة وتوفير المياه النظيفة والكهرباء والخدمات الصحية.

قال لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "لدينا نحو 1700 بئر بحاجة لإعادة تأهيل، والطاقة الشمسية هي الحل الأنسب" وأشار إلى أن هناك ستة مستشفيات ومراكز رعاية أولية في السودان تحتاج إلى إصلاح عاجل.

لكن أكبر التحديات تبقى إزالة مئات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، حيث بدأت فرق إزالة الألغام التابعة للأمم المتحدة بدعم السلطات المحلية، لكن تطهير العاصمة بالكامل سيستغرق سنوات، مع حاجة ماسة لتمويل إضافي لا يقل عن 10 ملايين دولار أمريكي.

أزمة تمويل تهدد ملايين الأرواح

حتى منتصف يوليو 2025، لم تتلقَّ الأمم المتحدة وشركاؤها سوى 23% من المبلغ المطلوب لتقديم مساعدات أساسية لنحو 21 مليون سوداني مهدد بالخطر.

وفي المقابل، لا تزال عمليات النزوح مستمرة، خصوصاً من منطقتي دارفور وكردفان، وقال مامادو ديان بالدي، منسق اللاجئين الإقليمي، إن أكثر من 800 ألف شخص فروا من دارفور وحدها منذ بداية النزاع، وسط تزايد الاحتياجات الإنسانية ونقص كبير في التمويل.

يعيش السودان منذ أكثر من عام صراعًا دمويًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، وانهيار البنية التحتية في الخرطوم ومدن أخرى.

وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في بعض المناطق، في حين يعاني السكان من نقص شديد في الغذاء، المياه الصالحة للشرب، والخدمات الصحية، وفي المقابل، تواجه جهود الإغاثة تحديات لوجستية وأمنية هائلة، أبرزها انتشار الألغام ونقص التمويل، لافتة إلى أن عودة ملايين النازحين مرهونة بتحسن الأوضاع الأمنية واستمرار الدعم الإنساني لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية