البرازيل تسعى لاتفاق تجاري بين اليابان وميركوسور لمواجهة الحمائية الأمريكية
البرازيل تسعى لاتفاق تجاري بين اليابان وميركوسور لمواجهة الحمائية الأمريكية
دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال زيارته إلى طوكيو، إلى توقيع اتفاق شراكة اقتصادية بين اليابان والسوق الجنوبية المشتركة "ميركوسور"، لمواجهة تزايد الحمائية في الولايات المتحدة في ظل رئاسة دونالد ترامب.
ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، أكد لولا (79 عامًا)، الأربعاء، في ثالث أيام زيارته لليابان، أن التكتلات الاقتصادية يجب أن تعتمد على التعاون والتكامل بدلًا من السياسات الحمائية.
وأوضح خلال منتدى اقتصادي جمع مسؤولين من البرازيل واليابان، أن هذا الاتفاق سيعود بالنفع على الجانبين، نظرًا للإمكانات التجارية والاستثمارية الواسعة بين الطرفين.
ضغوط مجتمع الأعمال الياباني
ضغط مجتمع الأعمال الياباني، الذي يمثل رابع أكبر اقتصاد في العالم، على الحكومة لتسريع المفاوضات بشأن اتفاق اقتصادي مع "ميركوسور".
وفي نوفمبر الماضي، دعت منظمة "كيدانرين"، التي تمثل أصحاب العمل في اليابان، الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع جهود إبرام اتفاق تجاري مماثل لاتفاقية التجارة الحرة.
وأشارت المنظمة إلى أن دول "ميركوسور"، التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، تتمتع بسوق استهلاكية ضخمة تبلغ 300 مليون نسمة، ما يجعل التعاون التجاري معها فرصة كبيرة للطرفين.
مخاوف بشأن الزراعة
أثار قطاع الزراعة الياباني مخاوف من تأثير تدفق الواردات الزراعية من البرازيل والأرجنتين على المزارعين المحليين، وتخشى الأوساط الزراعية اليابانية أن يؤدي فتح السوق أمام المنتجات الزراعية القادمة من أمريكا الجنوبية إلى إضعاف الإنتاج المحلي، في ظل الفارق الكبير في تكاليف الإنتاج بين الجانبين.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، خلال لقائه مع لولا، التزام بلاده بتعزيز العلاقات التجارية مع "ميركوسور"، مشيرًا إلى أهمية تيسير التجارة والاستثمار بين الجانبين.
وأعلن إيشيبا أن حكومته ستواصل المناقشات مع الدول الأعضاء في "ميركوسور"، استجابة لمطالب مجتمع الأعمال الياباني الذي يدعو إلى توقيع اتفاق تجاري شامل بأسرع وقت ممكن.
مواجهة الحمائية الأمريكية
يخطط لولا وإيشيبا لإصدار بيان مشترك يؤكد التزام البلدين بدعم التجارة الحرة، في مواجهة السياسات التجارية الحمائية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر فرض رسوم جمركية على العديد من المنتجات.
وينتظر أن يناقش الزعيمان أيضًا فرص التعاون في تطوير الوقود الحيوي، في إطار الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب30)، المقرر عقده في نوفمبر المقبل في منطقة الأمازون البرازيلية.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مارس الجاري، أنه لا يعتزم تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ماضية في نهجها التجاري الصارم رغم المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب تجارية شاملة مع كبرى الشركاء الاقتصاديين.
اضطرابات في الأسواق المالية
وفرضت الإدارة الأمريكية منذ يناير الماضي رسوماً على عدد من الدول التي تربطها علاقات تجارية مع واشنطن، ما أدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية وأثار قلق الخبراء الاقتصاديين من تداعيات هذه الإجراءات على النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد عالمي.
وأكد الرئيس الأمريكي أن هذه الرسوم تهدف إلى مواجهة الممارسات التجارية التي وصفها بغير المنصفة، مشيرًا إلى أن الموعد المحدد لاتخاذ مزيد من الخطوات هو الثاني من أبريل، ما يعزز احتمال توسيع نطاق التعريفات الجمركية لتشمل منتجات وشركاء تجاريين إضافيين.
وأوضح ترامب أن فرض الرسوم سيسهم في دعم الاقتصاد الأمريكي، قائلاً: "الثاني من أبريل هو يوم تحرر لبلدنا"، مضيفًا أن الإجراءات الجديدة بدأت بالفعل في تحقيق نتائج إيجابية عبر تدفق مليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة، مع توقعات بتزايد العائدات عقب دخول القرارات الجديدة حيز التنفيذ.