«واشنطن بوست»: ترامب يفرض قيوداً جديدة على التصويت في الانتخابات الفيدرالية
«واشنطن بوست»: ترامب يفرض قيوداً جديدة على التصويت في الانتخابات الفيدرالية
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الخميس، أن ملايين الأمريكيين قد يُحرمون من التصويت في الانتخابات الفيدرالية بموجب أمر تنفيذي جديد أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُلزم الناخبين بتقديم وثائق تثبت جنسيتهم عند الإدلاء بأصواتهم.
وتشمل الوثائق المقبولة جواز السفر الأمريكي، أو بطاقة هوية حقيقية، أو بطاقة هوية عسكرية، أو أي مستند حكومي رسمي يحمل ختمًا يثبت الجنسية.
أوضحت الصحيفة أن معظم بطاقات الهوية الرسمية، بما في ذلك رخص القيادة، لا تحتوي على علامة إثبات الجنسية، باستثناء "الهويات المعدلة" التي تصدرها 5 ولايات فقط، مما يجعل جواز السفر الخيار الواقعي الوحيد لمعظم الناخبين، لكن وفقًا لوزارة الخارجية، فإن 170 مليون أمريكي فقط يحملون جواز سفر ساري المفعول، وهو ما يمثل نصف السكان تقريبًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن استخراج جواز السفر يتطلب وقتًا طويلًا وتكلفة مرتفعة، حيث تبلغ رسومه الأساسية 160 دولارًا، بينما تتطلب الخدمة السريعة دفع 60 دولارًا إضافية.
ويرى الخبراء أن هذه المتطلبات قد تعوق مشاركة الناخبين ذوي الدخل المحدود، وكبار السن، والمقيمين في المناطق النائية، الذين قد لا يتمكنون من الوصول بسهولة إلى المكاتب الحكومية المختصة.
بيروقراطية تهدد قدرة الناخبين
بحسب نشطاء حقوق الإنسان، فإن إجراءات استخراج جواز السفر قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر، ما قد يمنع العديد من المواطنين من التسجيل قبل الموعد النهائي للانتخابات.
ويرى الخبراء أن هناك حالات نادرة جدًا من تصويت غير المواطنين في الولايات المتحدة، حيث تتيح أنظمة المراقبة الحالية الكشف عن أي انتهاكات انتخابية بشكل فعال، ما يجعل هذه الإجراءات الجديدة غير ضرورية.
يأتي هذا القرار ضمن مساعي ترامب لتشديد الرقابة على الانتخابات، استنادًا إلى مزاعمه المتكررة حول تزوير الأصوات، رغم عدم وجود أدلة تدعمها.
التدقيق في النظام الانتخابي
وفي وقت سابق، وقع ترامب مرسومًا يهدف إلى تعزيز التدقيق في النظام الانتخابي الأمريكي، مشيرًا إلى أنه أقل صرامة مقارنة بدول مثل ألمانيا وكندا والهند والبرازيل، التي تعتمد إجراءات تحقق بيومترية واستخدامًا إلزاميًا لبطاقات الاقتراع الورقية، وترفض احتساب الأصوات المتأخرة.
يثير الأمر التنفيذي الجديد جدلًا واسعًا، إذ يعتبره معارضوه خطوة نحو تقييد حق التصويت، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا، بينما يراه مؤيدو ترامب إجراءً ضروريًا لضمان نزاهة الانتخابات.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، قد تشهد الساحة السياسية الأمريكية مزيدًا من الخلافات حول شرعية هذه القيود وتأثيرها على نتائج الانتخابات.