استمرار عمليات الإغاثة في بورما وتايلاند وسط هزات ارتدادية متكررة

استمرار عمليات الإغاثة في بورما وتايلاند وسط هزات ارتدادية متكررة
استمرار جهود الإنقاذ والإغاثة في بورما

 

واصلت فرق الإنقاذ في مدينة ماندالاي، بورما، اليوم الأحد، عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المنهارة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، فيما وواجهت هذه الجهود تحديات كبيرة بسبب الهزات الارتدادية المتكررة، ما أدى إلى زيادة حجم الخسائر وتفاقم الأوضاع الإنسانية، بحسب وكالة "فرانس برس".

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر شمال غرب مدينة ساغاينغ وسط بورما بعد ظهر الجمعة، ووصل تأثيره إلى عمق سطحي ما زاد من خطورة الدمار الناتج، وبعد دقائق قليلة، تعرضت المنطقة لهزة ارتدادية بلغت قوتها 6.7 درجات، ما عمّق الأضرار وزاد من حجم الخسائر.

وتسبب الزلزال والهزات الارتدادية في انهيار مبانٍ وجسور وطرق على نطاق واسع في مدينة ماندالاي التي يزيد عدد سكانها على 1.7 مليون نسمة.

جهود الإنقاذ والمشاهد المروعة 

تابع رجال الإنقاذ والمتطوعون عمليات البحث عن ناجين وسط حطام المباني المدمرة، وأفاد وين لوين، صاحب محل شاي، بأنه قضى ساعات في رفع الأنقاض بحيّه بحثاً عن الجثث، وقال: "قضى نحو سبعة أشخاص هنا، أعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك أي ناجين، لكننا نواصل البحث".

نجح رجال الإنقاذ خلال الليل في انتشال امرأة حية من تحت أنقاض مبنى منهار، ما أثار تصفيق الحاضرين الذين تابعوا عملية الإنقاذ بفارغ الصبر.

حجم الكارثة وتداعياتها 

أكد المجلس العسكري الحاكم في بورما، يوم السبت، أن الزلزال تسبب في مقتل 1644 شخصاً وإصابة أكثر من 3400 آخرين، معظمهم في مدينة ماندالاي التي عانت أكبر الأضرار، كما أعلن عن وجود 139 شخصاً في عداد المفقودين.

تعذر تقييم حجم الكارثة بشكل دقيق بسبب انقطاع الاتصالات في بعض المناطق المنكوبة، ومع ذلك، أطلقت السلطات نداءً نادراً للمجتمع الدولي للمساعدة، ودعت أي دولة أو منظمة لتقديم الدعم.

نداء عاجل للمساعدات الدولية 

دعا رئيس المجلس العسكري في بورما، مين أونغ هلاينغ، المجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل لمواجهة الكارثة، وعكس هذا النداء تغييراً واضحاً في سياسات المجلس العسكري الذي كان يتردد في السابق في طلب المساعدة الخارجية عقب الكوارث الطبيعية.

وتسببت مشاهد الفوضى والدمار في زيادة المخاوف من وقوع كارثة إنسانية كبرى في بورما، خاصة في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ انقلاب العسكريين في عام 2021.
مبادرات إنسانية ووقف إطلاق النار 

أعلن المتمردون الذين يقاتلون المجلس العسكري عن وقف جزئي لإطلاق النار لمدة أسبوعين في المناطق المتضررة من الزلزال اعتباراً من اليوم الأحد، وفقاً لبيان صادر عن حكومة الظل.

وحذرت الأمم المتحدة من نقص حاد في الإمدادات الطبية اللازمة لجهود الإغاثة، بما في ذلك مستلزمات إسعاف الصدمات، وأكياس الدم، ومواد التخدير، وبعض الأدوية الأساسية، إضافة إلى الخيام لعناصر الإنقاذ.

واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والبنى التحتية الصحية، ما زاد من تعقيد عمليات الإغاثة في المناطق المتضررة.

استعدادات الدول المجاورة للمساعدة 

وصلت إلى بورما فرق إنقاذ ومساعدات من دول عدة، أرسلت تايلاند الأحد 55 عسكرياً و6 كلاب إنقاذ، إلى جانب معدات ثقيلة مثل الرافعات والحفارات للمساعدة في البحث والإنقاذ.

انهيار مبنى في بانكوك

عانت تايلاند أيضاً من آثار الزلزال، حيث انهار مبنى قيد الإنشاء يتألف من 30 طابقاً في العاصمة بانكوك جراء الهزات الأرضية.

أفادت سلطات بانكوك بأن 17 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب 32 آخرون، في حين لا يزال 83 شخصاً في عداد المفقودين.

واصلت فرق الإنقاذ العمل طول الليل بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض، واستخدمت السلطات حفارات ميكانيكية وكلاب بوليسية وطائرات مسيّرة مزودة بتقنيات تصوير حراري للبحث عن علامات الحياة وسط الركام.

تخشى المنظمات الإنسانية من عدم قدرة بورما على مواجهة هذه الكارثة بسبب ضعف بنيتها التحتية واستمرار النزاع المسلح، ورغم تدفق بعض المساعدات، فلا تزال الحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم الدولي العاجل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية