لازاريني: يجب وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين في غزة ووضع حد لمعاناة السكان
لازاريني: يجب وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين في غزة ووضع حد لمعاناة السكان
حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، من أن غزة تمر بـ"إحدى أحلك اللحظات في إنسانيتنا المشتركة"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار لوضع حد لمعاناة السكان.
وفي الوقت ذاته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الثلاثاء، باستمرار الغارات الجوية والقصف، ما أدى إلى مزيد من القتلى والجرحى المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
نزوح قسري وأخطار متزايدة
أشار مكتب أوتشا إلى أن الأوامر الإسرائيلية المتواصلة بإجلاء المدنيين تجبر العائلات على الفرار داخل القطاع، ما يقلل المساحات المتاحة للاحتماء، في ظل غياب أي مكان آمن، وأوضح أن أوامر النزوح الأخيرة شملت تقريبًا محافظة رفح بأكملها، والتي تؤوي نحو 150 ألف شخص، وحذر المكتب من أن هذه الأوامر تعرّض المدنيين لأخطار كبيرة وتمنعهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية الضرورية للبقاء.
شلل إنساني مع استمرار إغلاق المعابر
يتواصل تعليق دخول المساعدات إلى غزة، ما يعمق الأزمة الإنسانية، ووفقًا لمكتب أوتشا، فقد أُغلقت جميع المخابز الـ25 التي كان يدعمها برنامج الأغذية العالمي بسبب نقص الدقيق وغاز الطهو، ويواصل البرنامج توزيع ما تبقى من المخزون الغذائي، لكن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار إغلاق المعابر منذ شهر.
وفي تطور مقلق، أعلن المكتب عن انتهاء عملية إنقاذ معقدة استمرت أسبوعًا، حيث تم انتشال جثث 15 من أفراد فرق الطوارئ والإغاثة التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة في تل السلطان برفح.
كما انتقد فيليب لازاريني سياسة النزوح القسري التي تفرضها إسرائيل في رفح، مؤكدًا أنها تؤثر في أكثر من 140 ألف شخص، وقال إن الفلسطينيين في غزة يعاملون وكأنهم "كرات تتقاذفها الأوامر العسكرية"، مشددًا على أن القطاع يتعرض للقصف في كل مكان، في حين تغلق المعابر، ويمنع دخول المستلزمات الأساسية.
وأضاف: "يعيش هناك مليونا شخص، نصفهم أطفال. كيف يُسمح بهذا على مرأى ومسمع من العالم، في غياب تام لأي رقابة أو مساءلة؟".
حريق متعمد يستهدف مقر الأونروا
في تطور آخر، نددت الأونروا بتعرض مقرها في القدس الشرقية لحريق متعمد، في سياق ما وصفته بـ"تحريضٍ منهجي مستمر ضد الوكالة". وقال رولاند فريدريك، مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية، إن هذا العمل المُدان يأتي في وقت تواجه فيه مكاتب الأمم المتحدة في الضفة تهديدات متزايدة.
وأكد أن مقر الأونروا في القدس "لا يزال تابعًا للأمم المتحدة، ومحميًا بموجب القانون الدولي"، داعيًا إسرائيل إلى الالتزام بحماية موظفي ومرافق الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 114 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.