نساء غزة: «الحياة توقفت لا ننام طيلة الليل.. ولا مكان نذهب إليه»

نساء غزة: «الحياة توقفت لا ننام طيلة الليل.. ولا مكان نذهب إليه»
خيام فلسطينيين وسط الركام في غزة

أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتجددة على قطاع غزة منذ 18 مارس عن مقتل مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فيما فاق عدد النازحين الجدد 142 ألف شخص، غادروا بيوتهم تحت القصف ولا يملكون وجهة آمنة يلجؤون إليها.

معاناة النساء والأطفال

ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى القطاع منذ أوائل مارس 2025، في أطول فترة انقطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ولم يتبقَ من المواد الغذائية إلا ما يكفي لبضعة أيام فقط، في حين يستمر الحصار في خنق حياة سكان أنهكتهم الحرب والبرد والجوع وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تواجه النساء في غزة، خصوصًا الحوامل، خطرًا متفاقمًا على حياتهن، حيث تشير التقديرات إلى أن نصف الحوامل يعانين حالات حمل عالية الخطورة، وسط تفشي سوء التغذية بين النساء والأطفال في ظل غياب الرعاية الصحية والأمان.

"لم ننم... لا مكان نذهب إليه"

في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، التقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعدد من النساء داخل القطاع، وشاركن شهادات مؤلمة عن ليالٍ حُفرت في الذاكرة بالدم والرعب، حيث تقول هيام من رفح جنوب غزة "أين نذهب؟ لجأنا إلى أرض المراج، حاولنا أن نرتب أمورنا.. وقفت الحياة، لم ننم طيلة الليل، لا نستطيع أن نتحرك أو نذهب إلى أي مكان".

فيما تقول حنين من دير البلح، وسط القطاع: "من الساعة 2 صباحًا، والأحزمة النارية غطت السماء.. كل 10 دقائق تحدث ضربة"، وتضيف سعاد من خان يونس "كنا نجهز السحور، وفجأة سمعنا صراخ النساء والأطفال.. كانت لحظات لا تُحتمل". وتتابع: "عشت الجوع والحصار والحرب طيلة عمري، لكن الليلة الماضية كانت مختلفة.. شهدت فيها كل أنواع الألم والقهر". أما تهاني من مدينة غزة فتقول: “كل غزة استيقظت على نفس القصف... سنعود لنفس الدوامة من أول وجديد”.

قصف هو الأعنف منذ بداية الحرب

وفي 18 مارس وحده، قُتل نحو 1000 فلسطيني في غزة، بينهم 8 نساء كل ساعة في الفترة بين الثانية فجرًا وظهر اليوم نفسه، ويعد هذا اليوم من أكثر الأيام دموية منذ بدء الحرب، حيث شُنّت غارات مكثفة شاركت فيها أكثر من 150 طائرة في اللحظة نفسها.

نداء أممي لوقف القتل

جددت هيئة الأمم المتحدة للمرأة دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار، انسجامًا مع نداء الأمين العام للأمم المتحدة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود إلى جميع المحتاجين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

وشددت الهيئة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني والوفاء بالالتزامات تجاه المدنيين في جميع الأوقات، مؤكدة أن استمرار استهداف النساء والأطفال هو وصمة في جبين العالم.

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية