«الدفاع المدني»: 44 شهيداً بينهم أطفال جراء غارات إسرائيلية على غزة

استشهد 44 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة اليوم الأحد، وفق ما أعلنه الدفاع المدني في القطاع، وتواصلت الهجمات التي وصفت بـ"المكثفة"، ما رفع حصيلة الضحايا بشكل مأساوي، في وقت لا تزال فيه غزة تعاني آثار الحرب المستمرة منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023.

قصف طال منازل ومخابز

أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن "21 شهيداً سقطوا في مدينة خان يونس وحدها"، فيما استشهد ستة آخرون في غارة استهدفت شارع النخيل بحي التفاح بمدينة غزة، حيث تجمع المواطنون قرب فرن، بينهم ثلاثة أطفال وفق فرانس برس.

واستهدفت غارة أخرى منزل عائلة أبو عيسى في دير البلح، ما أدى إلى استشهاد عدد من النساء والأطفال، وقال شاهد عيان من المنطقة: "لم يكن في المنزل أي مطلوب... فقط نساء وأطفال. شعرت وكأن قنبلة نووية أصابت المكان".

كما أظهرت لقطات بثها تلفزيون وكالة فرانس برس أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من شمال غزة ووسطها، فيما نُقلت جثث الضحايا إلى المستشفيات، حيث لفّت بأكفان بيضاء، وفي مستشفى الأهلي، هرع الأهالي لتفقد أحبائهم، وظهرت أم هيثم السلاخي وهي تبكي قريباً لها قُتل في القصف، قائلةً: "سمعنا الانفجار وهرعنا لتفقّد الأطفال".

وبدا الحزن طاغياً خلال تشييع الضحايا، حيث حمل الأهالي جثامين أطفال بأذرع دامعة، وسط دمار واسع لم يترك فرصة للنجاة.

إطلاق صواريخ ورد إسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق نحو عشرة صواريخ من قطاع غزة مساء الأحد، مشيراً إلى أن منظومة القبة الحديدية اعترضت معظمها، وأكد في بيان أنه "سيواصل العمل على إزالة أي تهديد للمدنيين الإسرائيليين"، قبل أن يشن غارات جديدة استهدفت منصات إطلاق قال إن الصواريخ خرجت منها.

وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فقد سقطت شظايا صواريخ في مدينة عسقلان، ما أدى إلى إصابة رجل، فيما تم نشر خبراء تفكيك القنابل في المنطقة.

تصاعد مستمر للعنف ومفاوضات متعثرة

منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في 18 مارس، بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، قُتل أكثر من 1330 شخصاً، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، ومع تعثر المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال جهود الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين تراوح مكانها.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، وفق إحصاءات إسرائيلية، ومنذ ذلك الحين، ارتفعت حصيلة قتلى الحرب في غزة إلى أكثر من 50,695 شخصاً، وسط دمار واسع وأزمة إنسانية متفاقمة.