«منسقية النازحين واللاجئين» تطلق نداءً إنسانياً لإنقاذ مدينة الفاشر السودانية
«منسقية النازحين واللاجئين» تطلق نداءً إنسانياً لإنقاذ مدينة الفاشر السودانية
أطلقت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان نداءً إنسانيًا عاجلًا، حذرت فيه من التدهور الكارثي غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية بإقليم دارفور، خصوصًا في مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها، مؤكدة أن الحياة اليومية قد توقفت كليًا، وأن السكان يواجهون خطر الموت البطيء وسط غياب تام للمساعدات الإنسانية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم المنسقية، آدم رجال في بيان -وفق تقرير نشرته صحيفة التغيير السودانية اليوم الاثنين- إلى أن الأسواق باتت خالية من الغذاء، والمساعدات متوقفة تمامًا، بينما يعيش الأهالي تحت القصف المدفعي وأصوات الطائرات والصواريخ، ما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون الجوع والمرض والجفاف، مع تفاقم أزمة السيولة وارتفاع أسعار المواد الأساسية، حيث وصل سعر جركانة الماء إلى 1500 جنيه سوداني، بحسب شهادات من داخل المخيمات.
وأوضح "رجال" أن معظم الأسر غير قادرة على مغادرة مناطقها بسبب غياب وسائل النقل، مشيرًا إلى أن غالبية العائلات تضم أطفالًا ومسنين وأشخاصًا من ذوي الإعاقة، ما يزيد من هشاشتها في ظل الحرب المتصاعدة.
السماح بدخول المساعدات
وطالبت المنسقية جميع أطراف النزاع في مدينة الفاشر بإعلان وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح، لا سيما الفئات الأكثر تضررًا من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما حمّلت المنسقية المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ووكالاتها، والاتحادين الأوروبي والإفريقي، ودول الترويكا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكافة البرلمانات في العالم الحر، المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ما وصفته بالوضع المأساوي، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر ودارفور يفوق كل الأزمات السابقة من حيث حجم المعاناة والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحرك فوري، محذرًا من أن الوضع قد بلغ مرحلة الانهيار التام، وحياة المدنيين باتت في خطر داهم.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.