«تحت غطاء العقاب العسكري».. معلم يعتدي جنسياً على تلاميذ في جنوب طهران

«تحت غطاء العقاب العسكري».. معلم يعتدي جنسياً على تلاميذ في جنوب طهران
مدرسة إيرانية- أرشيف

كشفت صحيفة "هم‌میهن" الإيرانية عن جريمة صادمة هزّت مدينة شهر ري، الواقعة جنوب العاصمة طهران، حيث اعتدى معلم في مدرسة ابتدائية للذكور على عدد من التلاميذ جنسيًا وجسديًا، تحت ستار ما وصفه بـ"العقاب العسكري".

ووفقًا لتقرير نشرته الصحيفة أمس الأحد كان المعلم يأخذ التلاميذ إلى غرفة الصلاة بحجة معاقبتهم على تقصيرهم الدراسي، ثم يقوم بملامسة أعضائهم التناسلية، تحت تهديد مستمر، وبأسلوب تكرّر منذ نوفمبر 2024، مستهدفًا تلاميذ الصف الخامس.

عنف جسدي وندوب نفسية

أكد أولياء أمور ستة تلاميذ على الأقل أنهم تقدموا بشكاوى متكررة إلى مدير المدرسة، أشاروا فيها إلى سلوكيات مقلقة من المعلم، مثل الصراخ على الأطفال، وطردهم من الصف، وإهانتهم، ورمي الأدوات عليهم، لكن إدارة المدرسة لم تتخذ أي إجراء يُذكر، ما سمح للجريمة بالاستمرار.

تحولت ممارسات "العقاب العسكري" إلى عنف جسدي مباشر، حيث أفادت أم أحد التلاميذ أن ابنها تعرض لإصابة في قدمه المكسورة سابقًا نتيجة جلوس المعلم فوقها كنوع من العقوبة، كما قالت أخرى إن المعلم ضغط على رقبة ابنها داخل الفصل، وقد تركت أصابعه آثارًا عليها.

وفقًا للصحيفة التزم أغلب التلاميذ الصمت بدافع الخوف، لكن سلوكهم تغير بشكل مقلق؛ ظهرت عليهم أعراض القلق، ونوبات الكوابيس، وتراجع واضح في أدائهم الدراسي، ورفض متكرر للذهاب إلى المدرسة.

كشف المستور

في أواخر فبراير الماضي، تمكن أحد الأطفال من إخبار والدته بتفاصيل الاعتداء الجنسي، عندها بدأت الحقائق تنكشف شيئًا فشيئًا.

وبدأ تلاميذ آخرون بكسر حاجز الخوف، ورووا ما تعرضوا له في غرفة الصلاة، المكان الذي كان من المفترض أن يكون آمنًا.

تقدمت الأمهات بشكوى جديدة إلى إدارة المدرسة، لكن المدير رد بأن هناك كاميرات في غرفة الصلاة، دون أن يقدّم أي تسجيلات تدعم زعمه، وفي خطوة أثارت مزيدًا من الغضب، حُذفت مجموعة من الأمهات من تطبيق "شاد" التابع لوزارة التربية، دون علمهن أو تقديم تفسير.

نمط متكرر 

الحادثة ليست الأولى في إيران، ففي يونيو 2022، أفادت قناة "إيران إنترناشيونال" أن معلمًا يبلغ من العمر 55 عامًا في مدينة فردوس اعتدى جنسيًا على 18 طالبة تراوح أعمارهن بين 8 و11 عامًا، ورغم فداحة الجريمة، لم يُحكم عليه إلا بالسجن سبع سنوات.

كما برزت في السنوات الماضية قضايا اعتداءات جنسية في مدارس أخرى داخل إيران، منها قضية مدرسة "معين" الثانوية في طهران، وفضيحة أخرى في إحدى مدارس أصفهان، تورط فيها عضو من جمعية أولياء الأمور والمعلمين، وفي كلتا الحالتين، سعت وزارة التربية إلى تخفيف وصف الجرائم، من "الاغتصاب" إلى "الاعتداء الجنسي"، ثم إلى "سلوك غير مألوف".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية