دراسة حديثة: ارتفاع حالات الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة

أظهرت دراسة جديدة نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه (CDC)، الأربعاء، أن حالات الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2022. 

وأكدت الدراسة أن معدل انتشار التوحد بين الأطفال البالغين 8 سنوات قد ارتفع ليصل إلى واحد من كل 31 طفلًا في 2022، مقارنةً بمعدل واحد من كل 36 طفلًا في عام 2020، وفق وكالة "فرانس برس". 

وقد كان المعدل في عام 2002، واحد من كل 150 طفلًا، ما يعكس زيادة واضحة في حالات التشخيص.

التفاوتات الجغرافية والإثنية

تسلط الدراسة الضوء على التفاوتات الجغرافية والإثنية بين الفئات المتأثرة بالتوحد. حيث يظهر أن الأولاد والأطفال من أصول إفريقية وآسيوية وأمريكية لاتينية هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد مقارنة بالفتيات أو الأطفال البيض. 

وذكر معدو الدراسة أن هذه التفاوتات قد تكون مرتبطة باختلافات في الوصول إلى خدمات الكشف المبكر والتقييم، فضلاً عن الاختلافات في ممارسات التشخيص.

وتشير الدراسة أيضًا إلى التفاوتات الإقليمية في تدريب الأطباء وتوافر المرافق الطبية القادرة على تشخيص التوحد. 

ولا يزال هناك تساؤل بين الأطباء حول أصل هذا الاضطراب العصبي النمائي، رغم تقدم التشخيص في السنوات الأخيرة. 

وتشير الأبحاث إلى أن المجتمعات التي يوجد فيها الأطفال المصابون لا تعرضهم بالضرورة لخطر أكبر، ما يعني أن العوامل البيئية والوراثية قد تكون أكثر تأثيرًا.

العوامل البيئية والوراثية

في حين لا يوجد سبب واحد محدد للتوحد، تم طرح عدة عوامل بيئية قد تسهم في زيادة الإصابات، مثل الالتهاب العصبي أو تناول أدوية معينة مثل دواء ديباكين المضاد للصرع أثناء الحمل.

وقد تلعب العوامل الوراثية دورًا في تطور هذا الاضطراب. ومع ذلك، يبقى النقاش مفتوحًا حول هذه العوامل وتفسير سبب هذا الارتفاع في حالات التوحد.

ومن جانبه، انتقد وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور الزيادة الملحوظة في حالات التوحد، معتبرًا أن "وباء التوحد" أصبح يشكل تهديدًا أكبر للبلاد من جائحة كوفيد-19. 

وقال كينيدي، إن "الأخطار والتكاليف المترتبة على هذه الأزمة أكبر ألف مرة من كوفيد-19".

وصرح بأنه سيسعى لتحديد أسباب هذا الاضطراب العصبي بحلول سبتمبر المقبل، وهو ما أثار تساؤلات كبيرة بين العلماء الذين رفضوا إطلاق وصف "وباء" على حالات التوحد.