«نيويورك تايمز»: الشرطة تستخدم الصعق الكهربائي ضد متظاهرين بولاية جورجيا
«نيويورك تايمز»: الشرطة تستخدم الصعق الكهربائي ضد متظاهرين بولاية جورجيا
شهدت فعالية سياسية عقدتها النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في مدينة أكوورث بولاية جورجيا، مساء الثلاثاء، توتراً غير مسبوق، بعدما تحولت قاعة البلدة إلى ساحة مواجهة بين مؤيدين ومعارضين، تدخلت على إثرها الشرطة باستخدام مسدسات الصعق الكهربائي لفرض النظام.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أطلق أولى شرارات التوتر أحد الحاضرين، ويدعى أندرو نيلمس من أتلانتا، عندما وقف وبدأ بالصراخ والسخرية من غرين فور صعودها المنصة، تدخلت الشرطة فوراً وسحبته خارج القاعة، لكنه قاوم رجال الأمن وصرخ: "لا أستطيع التنفس!"، ما دفع الضباط لاستخدام مسدس الصعق ضده مرتين.
وأثار الحادث تصفيق عدد من الحضور، فيما عادت النائبة غرين إلى المنصة دون أن تُظهر تأثراً بما جرى، قائلة: "إذا أردت الصراخ والهتاف، فستُطرد كما طُرد هذا الرجل.. لن نتسامح مع ذلك".
استخدام مسدسات الصعق
شهدت القاعة بعد دقائق حادثاً مماثلاً، إذ وقف رجل آخر يُدعى جوني كيث ويليامز من دالاس بولاية جورجيا، وبدأ بالصراخ في أثناء عرض مقطع فيديو للرئيس السابق باراك أوباما، استخدمت الشرطة أيضاً مسدس الصعق لإخراجه.
وعلى مدار الساعة التالية، رافقت الشرطة ما لا يقل عن ستة أشخاص خارج القاعة، في حين أكدت شرطة أكوورث لاحقاً اعتقال 3 منهم، حيث اعتقلت اثنين منهم باستخدام الصعق الكهربائي.
ورغم التوتر، واصلت غرين حديثها وأشادت بقانون "لاكين رايلي" الذي يفرض احتجاز المهاجرين غير المسجلين المتهمين بجرائم، كما أبدت دعمها لجهود إدارة ترامب في إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وعدت الحدث انتصاراً لحرية التعبير عن الرأي "ضمن حدود النظام"، على حد وصفها.
رفضت غرين تلقي أسئلة مباشرة من الجمهور، مفضلة قراءة استفسارات مكتوبة مسبقاً، بينها سؤال من مواطنة تدعى سارة استنكرت تقليص ميزانية مكاتب الضمان الاجتماعي والمكتبات، ردت غرين ساخرة: "للأسف، يا سارة، لقد تم غسل دماغك بسبب الأخبار التي تشاهدينها"، وسط تصفيق من أنصارها.
احتجاجات خارج القاعة
اصطف مئات المتظاهرين خارج المبنى، ورفعوا لافتات كُتب عليها: "مؤيد لأمريكا، مناهض لترامب" و"قاوم!"، عبّر بعض الحاضرين عن استيائهم من طريقة إدارة الفعالية، وعدوها أقرب إلى "تجمع انتخابي" منها إلى قاعة بلدية حوارية.
وقال مايك بينز، الذي طُرد هو الآخر من القاعة بعد اعتراضه على تصريحات غرين، إن الحدث لم يكن مخصصاً للحوار أو سماع الرأي الآخر، بل لترويج خطاب سياسي مغلق.
ورفضت غرين الانتقادات الموجهة لاستخدام الشرطة مسدسات الصعق، وأثنت على استجابة رجال الأمن، مؤكدة أن "المتظاهرين هم من تجاوزوا الحدود".
تخصيص مكان للاحتجاج
وأضافت أن السلطات خصصت لهم مكاناً للاحتجاج خارج القاعة، معتبرة ذلك دليلاً على احترام حرية التعبير بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.
وأظهرت تلك الليلة عمق الانقسام في المشهد السياسي الأمريكي، حيث باتت حتى الفعاليات المحلية محطّ مواجهة بين أنصار ترامب ومعارضيه، وسط تشديد أمني غير مسبوق.