أمطار غزيرة تضرب شمال البرازيل وتربك إمدادات خام الحديد العالمية
أمطار غزيرة تضرب شمال البرازيل وتربك إمدادات خام الحديد العالمية
تسببت الأمطار الغزيرة التي اجتاحت شمال البرازيل في تقليص إنتاج شركة "فالي إس إيه" Vale SA، أحد أكبر منتجي وموردي خام الحديد في العالم، بحسب ما أفادت به وكالة "بلومبرغ".
وفق تقرير نشرته الوكالة الأربعاء، أنتجت الشركة، التي تتخذ من ريو دي جانيرو مقرًا لها، 67.7 مليون طن متري من خام الحديد خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو رقم جاء أقل من متوسط توقعات المحللين البالغ 72.3 مليون طن، وسجّل الإنتاج تراجعًا مقارنةً بالربع السابق وكذلك مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعكس حجم التأثير الذي خلفته الأحوال الجوية السيئة على عمليات التعدين.
مبيعات أقل من الإنتاج
وأشار التقرير إلى تراجع مبيعات الشركة من خام الحديد عن حجم الإنتاج الفعلي، غير أنها شهدت ارتفاعًا على أساس سنوي، مدفوعة ببيع مخزونات تراكمت خلال الأرباع السابقة، وهدفت هذه الخطوة إلى تعويض القيود المفروضة على الشحن البحري بسبب العواصف والأمطار المتكررة.
وأعلنت الشركة أيضًا عن تراجع في السعر المُحقق لبيع خام الحديد، حيث بلغ متوسط السعر 90.8 دولار للطن، ويأتي هذا التراجع في وقت بلغ فيه سعر خام الحديد في السوق العالمية نحو 103 دولارات للطن خلال الربع الماضي، متأثرًا بارتفاع معدلات تشغيل المصانع الصينية والتوقعات المتعلقة بتخفيضات إنتاج الصلب في الفترة المقبلة، ما زاد من الضغوط على السوق.
تُعد شركة "فالي" واحدة من اللاعبين الرئيسيين في سوق خام الحديد العالمي، وتؤثر تقلبات إنتاجها بشكل مباشر على الأسعار وسلاسل التوريد العالمية، خصوصًا في ظل تنامي الطلب من آسيا، وتمثل التحديات المناخية أحد أبرز التهديدات لعمليات التعدين المفتوحة في مناطق مثل شمال البرازيل، التي تشهد مواسم أمطار غزيرة تعيق النقل والتصدير.
التغير المناخي في البرازيل
تواجه البرازيل، أكبر دول أمريكا الجنوبية، تأثيرات متزايدة للتغير المناخي، تمثلت في اضطراب أنماط الطقس، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة، والفيضانات، وموجات الجفاف وحرائق الغابات.
في شمال البلاد، وخاصة في منطقة الأمازون، أدت الاختلالات المناخية إلى زيادة معدل الهطولات المطرية في فترات قصيرة، ما يتسبب في فيضانات مفاجئة وانزلاقات تربة تعطل البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية، ومنها قطاع التعدين.
في المقابل، تواجه مناطق أخرى في الجنوب والوسط موجات جفاف حادة أثرت على الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية، مما يهدد الأمن الغذائي والمائي في البلاد.
ويحذر علماء المناخ من أن هذه الظواهر ستتفاقم في حال لم تُتخذ إجراءات صارمة للحد من إزالة الغابات، لا سيما في منطقة الأمازون، التي تعتبر من أهم المنظومات البيئية في العالم، ومن أكثرها تضررًا بفعل الأنشطة البشرية والتوسع الصناعي والزراعي.
تسعى الحكومة البرازيلية في السنوات الأخيرة إلى تفعيل سياسات بيئية أكثر صرامة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية وازدياد الطلب العالمي على الموارد الطبيعية.