الجالية اليهودية في بريطانيا تنتقد مواصلة إسرائيل الحرب على غزة
الجالية اليهودية في بريطانيا تنتقد مواصلة إسرائيل الحرب على غزة
أدان نحو ثلاثين ممثلا للجالية اليهودية في المملكة المتحدة سياسات حكومة بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بالحرب في غزة، واتهموها بأنها تتناقض مع "القيم اليهودية".
جاء ذلك في رسالة مفتوحة وجهها 36 عضوا في مجلس ممثلي اليهود البريطانيين، وهي أكبر هيئة تمثل الجالية اليهودية في المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وأعربوا عن استيائهم من تصرفات الحكومة الإسرائيلية، مؤكدين أنهم لم يعودوا قادرين على التزام "الصمت" إزاء ما يحدث في غزة.
رسالة احتجاج جريئة
كتب الأعضاء في رسالتهم: "ما يحدث لا يطاق.. قيمنا اليهودية تجبرنا على الوقوف والتحدث"، وتعتبر هذه الرسالة أول مرة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس ينتقد فيها أعضاء مجلس ممثلي اليهود الحكومة الإسرائيلية بشكل علني.
وتوضح الرسالة أن السياسات الإسرائيلية خلال الحرب تتعارض مع المبادئ اليهودية التي تشجع على السلام وحقوق الإنسان.
وأعربوا عن حزنهم الشديد لفقدان الأرواح الفلسطينية، معتبرين أن استئناف الهجوم الإسرائيلي في مارس 2025 عقب هدنة استمرت شهرين كان غير مبرر.
رد فعل رئيس المجلس
في المقابل، انتقد رئيس مجلس ممثلي اليهود البريطانيين، فيل روزنبرغ، هذا الموقف في مقال نشرته صحيفة "جويش نيوز" يوم الخميس، مشيرا إلى أن هذه الرسالة تضع اللوم مباشرة على الحكومة الإسرائيلية، دون الإشارة الكافية إلى مسؤولية حماس في فشل مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال روزنبرغ إن هذه الرسالة لا تعكس موقف المجلس بأسره، مؤكداً أنه يتحدث بصفته رئيساً للمنظمة عن موقفها الرسمي.
وأضاف أن بعض الأعضاء قد يتبنون هذا الموقف، بينما سيُركّز آخرون على مسؤولية حماس عن الأوضاع المأساوية.
توترات داخلية وتعقيدات الموقف
تستمر الجدل حول مواقف الجالية اليهودية داخل المملكة المتحدة، حيث أكد متحدث باسم المجلس أن نحو 10% فقط من الأعضاء وقعوا الرسالة المفتوحة التي نشرتها الصحيفة.
وبينما يرى البعض أن هذه الرسالة تعكس انقساماً داخلياً، فإن آخرين يرفعون أصواتهم للتأكيد على مسؤولية حماس عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل 251 رهينة إسرائيلي في هجوم شنته في أكتوبر 2023.
وفي تطور آخر، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن الحرب الدائرة قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، منذ استئناف القصف الإسرائيلي في أكتوبر.
وأدى هذا الهجوم إلى تشريد نحو 2.4 مليون نسمة، ما تسبب في أزمة إنسانية كارثية في القطاع. وقد شكلت الأوضاع الراهنة ضغطاً متزايداً على المجتمع الدولي للتحرك وإيجاد حلول للحد من العنف والتصعيد المتبادل.
تطلعات المجتمع الدولي للسلام
تتزايد الدعوات من جميع الأطراف من أجل إنهاء هذا النزاع المأساوي الذي يعصف بالفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وبينما تسعى الحكومات إلى التوصل إلى حلول سياسية عبر قنوات دبلوماسية، يبقى الوضع الإنساني في غزة في غاية السوء، مع استمرار النزاع في خلفية مطالب المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.