تقرير حقوقي: قوات إسرائيلية قيدت وأهانت ثم أعدمت طواقم الإغاثة برفح
تقرير حقوقي: قوات إسرائيلية قيدت وأهانت ثم أعدمت طواقم الإغاثة برفح
واصل مركز حماية لحقوق الإنسان توثيق الانتهاكات المتصاعدة التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث كشف تحقيق استقصائي أجرته وحدة الرصد والتوثيق التابعة للمركز، عن جريمة بشعة ارتُكبت بحق طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وطواقم الدفاع المدني في مدينة رفح جنوب القطاع، يوم 23 مارس الماضي
وأوضح المركز في بيان، اليوم الاثنين -حصلت جسور بوست على نسخة منه- أن قوات الجيش الإسرائيلي أقدمت على قتل 14 من العاملين في الهلال الأحمر والدفاع المدني أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية، مؤكدًا أن هذه الجريمة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات المنظمة ضد الطواقم الإنسانية والطبية الفلسطينية منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.
تعذيب وإهانة قبل الإعدام
أفادت نتائج التحقيق أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار بدم بارد على طواقم الإغاثة رغم وضوح هويتهم، إذ كانوا يرتدون زيهم الرسمي ويستخدمون مركبات إسعافهم المميزة.
وأكد الناجي الوحيد من الجريمة، المسعف منذر عابد، وشهود عيان، أن قوات الجيش الإسرائيلي تعمدت تصفية الطواقم الميدانية بشكل مباشر.
وثق "حماية" أن قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت طواقم الإسعاف والدفاع المدني، ثم أقدمت على تجريدهم من ملابسهم وتقييد أيديهم وعصب أعينهم، قبل أن تعدمهم ميدانيًا بوسائل وحشية، كما استخدم الجنود مقابض حديد وسكاكين في تعذيب الضحايا، وأطلقوا شتائم مهينة، تضمنت إهانات دينية وألفاظ نابية تمس الذات الإلهية.
تدمير معدات الإسعاف
أظهر التحقيق أن جرافات الجيش الإسرائيلي تقدمت نحو سيارات الهلال الأحمر والدفاع المدني وقامت بتحطيمها بالكامل، قبل أن يتم إلقاء جثامين الضحايا في حفرة كبيرة، في مشهد يلخص مستوى الوحشية والانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي.
أكد مركز حماية أن ما جرى في رفح ليس حادثًا معزولًا، بل امتداد لسلسلة من الجرائم الممنهجة التي طالت العاملين في الهلال الأحمر والدفاع المدني منذ بدء الحرب، حيث وثّق المركز حتى تاريخه استشهاد 27 مسعفًا و111 من طواقم الدفاع المدني، وتدمير أكثر من 180 مركبة إسعاف وإطفاء.
وحمّل مركز حماية المجتمع الدولي مسؤولية التواطؤ بالصمت، مؤكداً أن استمرار الانتهاكات ناتج عن الانحياز الأمريكي والغربي، وفشل المنظومة الدولية في تفعيل آليات الحماية للطواقم الطبية والإنسانية، ما أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لمواصلة جرائمه دون رادع.
طالب المركز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بـفتح تحقيق فوري في جريمة إعدام طواقم الإغاثة في رفح، باعتبارها جريمة دولية مكتملة الأركان تندرج ضمن جرائم الحرب. وأكد أن هذه الجريمة جزء لا يتجزأ من ملف الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين والطواقم الإنسانية في فلسطين.
استهداف الطواقم الطبية
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية استهدافًا مباشرًا للطواقم الطبية والإنسانية، من خلال القصف أو الاعتقال أو التصفية الميدانية، في انتهاك واضح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وسبق أن طالبت منظمات أممية بوقف هذه الممارسات، دون أن يلقى ذلك أي استجابة من الاحتلال أو ضغط جدي من المجتمع الدولي.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام 2023 عن استشهاد أكثر من 51 ألف شخص وإصابة أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.