تحذيرات من انتشار الأمراض بين الأسرى الفلسطينيين والإهمال المتعمد لصحتهم

تحذيرات من انتشار الأمراض بين الأسرى الفلسطينيين والإهمال المتعمد لصحتهم
تحذيرات من انتشار الأمراض بين الأسرى الفلسطينيين

حذّر نادي الأسير الفلسطيني من تصاعد الجرائم الممنهجة التي ترتكبها إدارة السجون الإسرائيلي بحقّ الأسرى الفلسطينيين، وذلك بعد مرور 19 شهراً على بدء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، دون أن تتراجع وتيرة الانتهاكات أو تخف حدّتها.

أكدت المنظمة، في بيان رسمي، اليوم الاثنين، استند إلى شهادات جمعتها طواقمها القانونية خلال زيارات ميدانية لسجون النقب، ومجدو، وجلبوع، وعوفر، أن جميع الأسرى الذين تمكّن المحامون من مقابلتهم يعانون من مشكلات صحية متفاقمة، أبرزها تفشي مرض الجرب "السكايبيس"، لا سيما في سجني النقب ومجدو، نتيجة انعدام أدوات النظافة، وضعف التهوية، والاكتظاظ الحاد داخل الزنازين، وسط حرمان تام من الرعاية الصحية.

وأشار عدد من الأسرى، خلال الإفادات، إلى أن المرض عاد إليهم بعد أن شُفي بعضهم منه مؤقتاً، وهو ما يعكس سياسة إهمال متعمدة من قبل مصلحة السجون، حيث لوحظت عليهم أعراض كالحكة الشديدة، والدمامل، والإرهاق، والعجز عن النوم، بسبب الالتهابات المستمرة في الجلد، ما أدى إلى معاناة متواصلة تفوق الاحتمال.

الأشبال في دائرة الإهمال

وسلّط نادي الأسير الضوء على معاناة الأسرى الأطفال في سجن عوفر، الذين تحدثوا عن ظهور طفح جلدي وحكّة حادة، دون أن يتم تشخيص حالتهم أو تقديم علاج طبي مناسب، وهو ما يشكل دليلاً إضافياً على اتساع نطاق الإهمال الطبي ليشمل الفئات العمرية كافة داخل المعتقلات.

وكشفت الشهادات الميدانية عن تزايد عمليات القمع والاقتحامات الليلية والصباحية التي تنفذها وحدات خاصة من إدارة السجون مدعومة بالكلاب البوليسية، وترافقها اعتداءات عنيفة بحق الأسرى، بغرض إذلالهم وترهيبهم المستمر. 

ومن بين من تعرضوا لهذه الانتهاكات الأسيران خيري علي من نابلس ومحمد أبو الرب من جنين، المحكومان بالمؤبد، واللذان تعرضا للضرب والإهانة بشكل متكرر منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023.

وثّق نادي الأسير كذلك حالة أحد الجرحى من الأسرى الذي فقد بصره جزئياً بسبب إصابة سابقة في عينه، وقد خضع سابقاً لزراعة عدسة، إلا أنه أُصيب مجدداً أثناء اقتحام زنزانته قبل أسابيع بهجوم من كلب بوليسي مزود بكمامة حديدية، لكن إدارة السجن رفضت نقله للعيادة أو تقديم العلاج، ما أدى إلى تفاقم حالته.

تحميل الاحتلال المسؤولية

اتهم نادي الأسير إدارة السجون الإسرائيلية باستخدام آلام الأسرى وإصاباتهم وسيلة تعذيب ممنهجة، في خرق صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، محمّلاً السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية.

واختتم النادي بيانه بالتأكيد على أن الجرائم المرتكبة بحق الأسرى لم تعد حوادث فردية بل أصبحت جزءًا من سياسة ممنهجة تُمارس بشكل يومي.

وأدت إلى استشهاد العشرات منهم، في ظل صمت دولي مريب، مطالباً المنظمات الحقوقية والطبية الدولية بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات المتصاعدة داخل سجون الاحتلال.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية