«الداخلية السورية»: توقيف ضابط من عهد الأسد بتهم جرائم حرب وتنسيق طائفي

«الداخلية السورية»: توقيف ضابط من عهد الأسد بتهم جرائم حرب وتنسيق طائفي
عنصران من الشرطة في سوريا- أرشيف

أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الثلاثاء، توقيف العميد سلطان التيناوي، أحد أبرز ضباط جهاز المخابرات الجوية خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب والتنسيق مع مجموعات مسلحة وميليشيات طائفية داخل وخارج سوريا.

وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته على تطبيق "تليغرام"، أن "مديرية أمن اللاذقية ألقت القبض على العميد المجرم سلطان التيناوي، المتورط في ارتكاب جرائم ضد المدنيين، من بينها مجزرة منطقة جيرود بريف دمشق في يوليو 2016" وفق فرانس برس.

دور محوري في التنسيق مع حزب الله

ذكر البيان أن التيناوي شغل منصب "مسؤول التنسيق بين قيادات في ميليشيا حزب الله اللبناني وعدد من المجموعات الطائفية داخل سوريا"، مشيرة إلى مساهمته في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لتلك الجماعات خلال فترة الحرب.

وأُحيل التيناوي إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية، وسط تأكيدات بأن الملف يحظى بمتابعة دقيقة من الجهات القضائية الجديدة في سوريا.

شخصية أمنية نافذة في عهد الأسد

قال مصدر أمني -طلب عدم الكشف عن هويته- إن العميد سلطان التيناوي كان يشغل مناصب إدارية عليا في جهاز المخابرات الجوية، تحديدًا خلال رئاسة اللواء جميل الحسن، أحد أبرز المطلوبين دوليًا بتهم ارتكاب "جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية".

وأوضح المصدر أن التيناوي كان على رأس "فرع المعلومات" التابع للمخابرات الجوية، وهو أحد الأفرع الأكثر سرية وتأثيرًا في بنية النظام الأمني، وقد لعب دورًا محوريًا في ملاحقة الناشطين والمعارضين خلال سنوات النزاع في سوريا.

حملة مستمرة على رموز النظام السابق

جاء توقيف التيناوي في إطار حملة متواصلة تشنها الإدارة السورية الجديدة ضد مسؤولي الحقبة السابقة، عقب إطاحة الأسد وفراره إلى موسكو في ديسمبر الماضي، بعد تقدم الفصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى العاصمة دمشق.

وخلال رحلته، اصطحب الأسد معه عددًا محدودًا من المقربين، تاركًا خلفه كبار معاونيه وضباطه الذين لجأ بعضهم إلى دول مجاورة، فيما اختبأ آخرون في مناطقهم الأصلية داخل الساحل السوري، وفق شهادات محلية.

عُرف جهاز المخابرات الجوية في سوريا بكونه أحد أبرز أدوات القمع خلال عقود حكم الأسد، وارتبط اسمه بانتهاكات واسعة طالت معارضين ومدنيين، ولا سيما خلال سنوات الثورة السورية التي اندلعت في 2011، ويُعد اللواء جميل الحسن من أبرز وجوه هذا الجهاز، وتتهمه منظمات دولية بالمسؤولية عن قصف المناطق السكنية بالبراميل المتفجرة، ويأتي توقيف التيناوي ضمن تحركات تقودها السلطة الجديدة لمحاولة تفكيك إرث الحقبة الأمنية السابقة وفتح ملفات حساسة بشأن الانتهاكات المرتكبة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية