وصول 673 مهاجراً إلى لامبيدوزا الإيطالية خلال يومين رغم سوء الطقس
وصول 673 مهاجراً إلى لامبيدوزا الإيطالية خلال يومين رغم سوء الطقس
تواصل تدفق قوارب المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، رغم تدهور الأحوال الجوية في البحر الأبيض المتوسط، وفق ما أعلن خفر السواحل الإيطالي.
وأكدت السلطات الإيطالية وصول 673 مهاجراً خلال هذين اليومين فقط، في مشهد يعكس استمرار الأخطار التي يواجهها المهاجرون في هذا الطريق البحري الأخطر عالمياً، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الجمعة.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن عمليات الإنقاذ جرت بمشاركة مكثفة من خفر السواحل الإيطالي، وزوارق دورية تابعة لوكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس"، إلى جانب سفينة "نادير" الإنسانية الألمانية.
وتمكنت هذه الوحدات من إنقاذ مهاجرين كانوا على متن خمسة قوارب متهالكة، بعضها فُقد الاتصال به لعدة أيام في عرض البحر.
جهود سفينة "نادير"
باشرت سفينة "نادير" تنفيذ عمليتي إنقاذ خلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، أنقذت خلالهما 92 شخصاً.
وذكرت المنظمة المشغّلة للسفينة أن إحدى العمليات تعلقت بقارب مفقود منذ أربعة أيام، كان على متنه 42 شخصا واجهوا عواصف بحرية قاسية.
وتم نقل 87 ناجيا إلى سفن خفر السواحل الإيطالي، بينما واصلت "نادير" الإبحار إلى ميناء لامبيدوزا وهي تقل خمسة ناجين آخرين.
استمرار البحث رغم الأخطار
استأنفت سفينة "نادير" مهام البحث والإنقاذ فور تلقيها بلاغاً من منظمة "هاتف الإنذار"، رغم لجوئها المسبق إلى الميناء بسبب سوء الأحوال الجوية، وخلال الليل، عثرت السفينة على قارب خشبي كان على متنه خمسون شخصا في وضع حرج.
وبعد إنقاذهم، صادف الطاقم قارباً آخر من الحديد، تبين أنه مفقود منذ عطلة نهاية الأسبوع، وكان على متنه 42 مهاجراً.
وعبرت منظمة الإنقاذ الألمانية عن سعادتها بنجاة المهاجرين رغم الأوضاع المأساوية، مؤكدة أن "جميع الناجين الـ92 في طريقهم الآن إلى ميناء لامبيدوزا الآمن"، كما أشارت إلى استعداد سفينة "نادير" للعودة إلى مهامها قريباً بعد تبديل طاقمها.
تزايد أعداد المهاجرين
أعلنت السلطات الإيطالية أن أكثر من 4000 مهاجر وصلوا إلى لامبيدوزا بين 1 و24 أبريل 2025، مسجلة ذروة الوصول يوم 6 أبريل مع قدوم 899 مهاجراً في يوم واحد.
وأوضحت البيانات أن هذه الأعداد مماثلة تقريباً لما سُجّل في الفترة ذاتها من عام 2023، ما يعكس استمرارية الضغط على السواحل الإيطالية، خصوصاً مع تحسن الأحوال الجوية في الربيع واقتراب الصيف.
ورصدت وكالة الأمم المتحدة منذ عام 2014 وفاة أكثر من 24 ألف مهاجر أثناء عبورهم وسط البحر الأبيض المتوسط، من بينهم نحو 3500 طفل، بمعدل طفل واحد يفقد حياته يومياً، بحسب تقرير صادر عن منظمة اليونيسف.
ويظل طريق وسط المتوسط أخطر طريق للهجرة غير النظامية في العالم، رغم الجهود الإنسانية المبذولة.
محدودية جهود الإغاثة
نوّه فريق تحرير مهاجر نيوز إلى أن وجود السفن الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط يغطي جزءاً محدوداً جداً من المنطقة، ما يعني أن مئات القوارب تمر دون اكتشافها، وبعضها يغرق دون أن يعلم أحد.
وأكد التقرير أن البحر الأبيض المتوسط لا يزال حتى اليوم يشكل أخطر معبر بحري للمهاجرين، وسط استمرار النزاعات والأزمات الاقتصادية في شمال إفريقيا، والتي تدفع الآلاف إلى ركوب البحر بحثاً عن فرصة لحياة أفضل في أوروبا.