«الغارديان»: مقتل شاب أسود يفتح باب الانتقادات الحقوقية ضد الشرطة الألمانية

«الغارديان»: مقتل شاب أسود يفتح باب الانتقادات الحقوقية ضد الشرطة الألمانية
زهور وشموع تخليداً لذكرى "لورنز أ" الذي قُتل برصاص الشرطة خارج ملهى ليلي

طالب نشطاء الحقوق المدنية في ألمانيا بإجراء تحقيق مستقل في مزاعم عنصرية الشرطة، عقب إطلاق ضابط النار على شاب أسود يبلغ من العمر 21 عامًا من الخلف، ما أدى إلى مقتله بعد مشاجرة خارج ملهى ليلي.

توقيف الشرطي وفتح تحقيق 

وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير لها نشر مساء الجمعة، أنه تم توقيف الشرطي، البالغ من العمر 27 عامًا، عن العمل على خلفية إطلاق النار صباح الأحد في مدينة أولدنبورغ شمال غرب ألمانيا، ريثما يتم التحقيق معه بتهمة القتل، وفقًا لما أعلنه الادعاء العام، وتُعدّ حوادث إطلاق النار المميتة من قِبل الشرطة نادرة نسبيًا في ألمانيا، وأكد الادعاء أن الإيقاف والتحقيق يمثلان إجراءً روتينيًا.

تحديد هوية الضحية وتفاصيل الحادثة

لم تحدد الشرطة الألمانية هوية الضحية التزامًا بقوانين حماية البيانات، لكن وسائل الإعلام وجماعات حقوقية عرّفته باسم لورينز أ. وأوضحت الشرطة أن الضحية، وهو مواطن ألماني، استخدم رذاذ الفلفل ضد موظفي الأمن خارج النادي بعد أن رفضوا دخوله، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، قبل أن يهدد آخرين بسكين خلال فراره.

تعقبته سيارة دورية، وأفادت الشرطة أنه استخدم رذاذ الفلفل مرة أخرى واقترب من الشرطي بطريقة تهديدية، ما دفع الشرطي لإطلاق النار، وأظهر تقرير الطبيب الشرعي أن ثلاث رصاصات أصابت الشاب من الخلف، في مؤخرة رأسه وجذعه ووركه، في حين خدشت رصاصة رابعة فخذه العلوي، وقد توفي لاحقًا في المستشفى.

تساؤلات رسمية وتحذيرات من التسرع

وصفت وزيرة داخلية الولاية، دانييلا بهرنس، نتائج التشريح بأنها تثير تساؤلات خطرة وشكوكًا خطرة يجب "معالجتها بلا هوادة". من جانبها، حذرت نقابة الشرطة من التسرع في إصدار الأحكام، وصرّح كيفن كومولكا، رئيس النقابة، بأن هناك نزعة لتصوير الشرطة بشكل سلبي خاصة في القضايا التي تتعلق بذوي البشرة السمراء.

بدأ المدعون العامون تقييم تسجيلات كاميرات المراقبة والتسجيلات الصوتية من موقع الحادث، وأكدوا عدم وجود مؤشرات على أن لورينز أ. هدد الشرطة بالسكين، وأفيد بأن كاميرات أجساد الضباط كانت معطلة خلال الحادثة.

مظاهرات واتهامات بالعنصرية الهيكلية

نظّمت جماعات حقوق الإنسان مظاهرة في أولدنبورغ يوم الجمعة، معبرة عن مخاوف خطرة بشأن إطلاق النار، واعتبرت منظمة العفو الدولية في ألمانيا أن الحادثة تؤثر في مجتمع بأكمله يعاني من العنصرية، مشددة على ضرورة وجود آليات تحقيق مستقلة عن الشرطة والسلطات الرسمية.

وصفت مبادرة السود في ألمانيا لورينز أ. بأنه كان لاعب كرة سلة متحمسًا وشخصًا محبًا للمرح ومليئًا بالطاقة، وقالت المبادرة في بيان: "لقد قُتل الآن على يد مؤسسة من المفترض أن تحمينا"، مجددة الدعوة إلى إنشاء مكتب شكاوى وطني بشأن مزاعم عنصرية الشرطة.

تحذيرات من حوادث ممنهجة

نددت مؤسسة أماديو أنطونيو بما وصفته بأنه ليس حادثًا معزولًا، وأعربت عن شكوكها في صحة رواية الشرطة بأن الضابط كان مهددًا على حياته. ودعت إلى إعادة تقييم تعامل الشرطة مع المواقف التي تشمل ذوي البشرة السمراء.

من المتوقع أن يجذب التجمع والمسيرة في أولدنبورغ، التي دعت إليها مجموعة "العدالة من أجل لورينز" التي تضم أكثر من 15 ألف متابع على مواقع التواصل، أكثر من ألف شخص، وفقًا للشرطة. ودُعي إلى وقفات احتجاجية مماثلة في مدن أخرى مثل برلين وميونيخ وفرانكفورت وشتوتغارت وفيينا.

حوادث عنصرية سابقة 

أعادت هذه القضية إلى الأذهان مظاهر سابقة للعنصرية في صفوف الشرطة الألمانية، ففي عام 2020، عُلّقت خدمة 29 ضابطًا في ولاية شمال الراين-وستفاليا بعد فضيحة تبادل محتوى يميني متطرف عبر واتساب، كما أظهرت دراسة أجريت عام 2024 أن 30% من أفراد الشرطة سمعوا زملاء يدلون بتعليقات عنصرية خلال العام السابق، مع تزايد المشاعر المعادية للمسلمين.

وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، بلغ معدل الوفيات السنوي جراء تدخلات الشرطة الألمانية 10.5 أشخاص دون تزايد أو تراجع واضح على مدى العقود. وسجلت 22 حالة وفاة في عام 2023، و11 حالة وفاة حتى الآن هذا العام.

أفاد مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية بأن عام 2023 سجل عددًا قياسيًا من حوادث العنف ضد رجال الإطفاء والشرطة وموظفي خدمات الطوارئ، ما يعكس تصاعد التوترات بين المجتمع وأجهزة الأمن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية