ترامب يطالب بمرور مجاني للسفن الأمريكية عبر قناتي بنما والسويس
ترامب يطالب بمرور مجاني للسفن الأمريكية عبر قناتي بنما والسويس
حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جعل عبور السفن الأمريكية العسكرية والتجارية مجانيًا عبر قناتَي بنما والسويس، مكلفًا وزير خارجيته ماركو روبيو بالتحرك العاجل لمعالجة هذه القضية، في خطوة جديدة تثير جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية.
ودعا ترامب عبر منشور نشره على منصته الاجتماعية "تروث سوشل"، السبت، إلى السماح الكامل والمجاني لعبور السفن الأمريكية من خلال الممرين الاستراتيجيين، معتبرًا أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا في إنشاء هذين المعبرين، وفق وكالة "فرانس برس".
شدد الرئيس الأمريكي على أن "هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدًا أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو التحرك "فورًا" لبحث هذا الملف مع الأطراف المعنية.
تركيز على القنوات البحرية
ركز ترامب، الذي طالما أبدى خلال الأشهر الماضية رغبته في السيطرة مجددًا على قناة بنما، اهتمامه مؤخرًا على قناة السويس المصرية التي تشكل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
وسعى ترامب مرارًا، حتى قبل تسلمه مهامه الرئاسية الجديدة في 20 يناير الماضي، إلى إعادة وضع اليد الأمريكية على قناة بنما، التي بنتها واشنطن وأدارتها حتى نقل السيادة إلى بنما في عام 1999 بموجب اتفاقيات توريخوس-كارتر.
وتمثل قناة بنما محورًا رئيسيًا في حركة التجارة العالمية، حيث تعبر من خلالها نحو 5% من التجارة البحرية العالمية، وتعد الولايات المتحدة والصين أبرز مستخدمي هذا الممر الحيوي.
في بداية أبريل الماضي، نجحت واشنطن في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة البنمية يقضي بنشر قوات عسكرية أمريكية في محيط القناة لتأمينها، ما أثار تحفظات دولية وتساؤلات حول السيادة الوطنية لبنما.
تداعيات التوترات الإقليمية
تشكل قناة السويس، التي خضعت للسيطرة المصرية منذ تأميمها عام 1956، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، حيث كانت تمثل نحو 10% من التجارة البحرية حتى أواخر عام 2023.
وتسببت هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين استهدفوا سفنًا يعدونها مرتبطة بإسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، في تراجع حركة العبور عبر القناة، ما أدى إلى تدهور كبير في العائدات الأجنبية لمصر، التي تعاني أصلًا من أزمة اقتصادية.
وتدخلت الولايات المتحدة عسكريًا إلى جانب عدد من الدول الحليفة لتأمين حرية الملاحة عبر قناة السويس، إلا أن استمرار الهجمات الحوثية أدى إلى انخفاض كبير في حجم الشحنات المارة، ما ضاعف الأعباء الاقتصادية على مصر.
ويتزامن ذلك مع محاولات أمريكية متزايدة لتعزيز السيطرة على الممرات البحرية الدولية، وهو توجه يتماشى مع سياسات ترامب السابقة والحالية التي تعلي من شأن المصالح الأمريكية في الممرات البحرية الحيوية.
مخاوف مستقبلية
تثير مطالب ترامب الأخيرة قلقًا واسعًا بشأن احتمالية تصاعد التوترات مع الدول التي تسيطر على هذه المعابر، في وقت تتزايد فيه الأخطار على حركة التجارة العالمية بفعل النزاعات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية.
يُذكر أن قناة بنما كانت موضوعًا طويل الأمد للنزاع بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية، في حين شكل تأميم قناة السويس عام 1956 لحظة مفصلية في نضال مصر ضد الهيمنة الأجنبية، ما يضفي بعدًا حساسًا على أية مطالبات أمريكية جديدة بشأن هذه الممرات.