الأمم المتحدة: قادة محليون يقودون المعركة ضد تغير المناخ

الأمم المتحدة: قادة محليون يقودون المعركة ضد تغير المناخ
آثار التغير المناخي - أرشيف

أطلق قادة مدن، وحكام ولايات، ومسؤولون محليون حول العالم مبادرات تهدف إلى الاستفادة من جهود معالجة تغير المناخ، والعمل على تحقيق الازدهار في ظل مستقبل محفوف بالتحديات البيئية المتزايدة.

وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة، بأن سلسلة "القادة المحليون" تهدف إلى تسليط الضوء على كيفية تأثير القيادة المحلية القوية في حياة الناس عبر البلدان النامية والمتقدمة، مع تشجيع تحركات أوسع نطاقًا لمكافحة تغير المناخ، بحسب ما ذكر موقع أخبار الأمم المتحدة، السبت.

وأكد التقرير أن أمثلة من المغرب والهند، إلى جانب نماذج من ولاية كاليفورنيا ومدينة كيبيك الكندية، تبرز نجاحات ملموسة في تحويل السياسات البيئية إلى إنجازات قابلة للقياس.

الأمن المائي أولوية

كشفت رئيسة المجلس الجهوي لجهة كلميم - واد نون، مباركة بوعيدة، أن منطقتها تعاني من أنماط متزايدة من الأمطار غير المنتظمة، والجفاف الطويل، والتصحر، ما يضع ضغطًا شديدًا على الموارد الطبيعية الأساسية.

وأوضحت بوعيدة أن الاستراتيجية الجهوية ترتكز على استثمارات حيوية مثل مشاريع تحلية مياه البحر، وإنشاء سدود جبلية، وتقنيات تغذية طبقات المياه الجوفية الاصطناعية، بالإضافة إلى إعادة استخدام مياه الصرف الصحي.

وأبرزت المسؤولة المغربية أن هذه المبادرات لا تحقق فقط فوائد بيئية ملموسة، بل تسهم أيضًا في تعزيز الأمن المائي، وتقوية الاستخدام المستدام للموارد، وتقليص هشاشة المجتمعات الريفية، ما يسهم في الحد من الفوارق الإقليمية وتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية.

استثمارات ضخمة في المناخ

أكد حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أن ولايته تواجه سنويًا موجات متزايدة من الكوارث الطبيعية، شملت هذا العام حرائق مدمرة في لوس أنجلوس، إلى جانب فترات جفاف قاسية وارتفاع في درجات الحرارة.

وأشار نيوسوم إلى أن برنامج تحديد سقف الانبعاثات والاتجار فيها، الذي أُطلق عام 2014، جمع أكثر من 11 مليار دولار، خصص أكثر من 75% منها لدعم المجتمعات ذات الدخل المنخفض، التي تقف على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.

وأوضح الحاكم أن تجربة كاليفورنيا تثبت إمكانية الجمع بين نمو اقتصادي قوي وسياسات بيئية طموحة، دون الحاجة إلى التضحية بأي منهما.

مواجهة التغير المناخي

أعلنت وزيرة البيئة وتغير المناخ في ولاية ماهاراشترا الهندية، بانكاجا موندي، أن ولايتها، التي تُعد من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ في الهند، سجلت خلال عام 2024 نحو 142 حدثًا جويًا شديدًا.

ولفتت موندي إلى أن الخطط المحلية ترتكز على عدة محاور رئيسية، تشمل إزالة الكربون من قطاع البناء، وتحفيز سوق السيارات الكهربائية، وتوسيع المساحات الخضراء، وتعزيز الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية، مع تشجيع زراعة الخيزران كبديل مستدام للوقود الأحفوري.

وأبرزت الوزيرة أهمية مبادرة "مازي فاسوندارا أبهيان" أو "مهمة أرضي"، مؤكدة أنها تمثل نموذجًا رائدًا في حشد جهود المجتمعات الشعبية لمكافحة أزمة المناخ، وتؤكد الدور المحوري للمواطنين في دعم الجهود الحكومية والدفع بأجندة التنمية البيئية نحو الأمام.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية