عشرات اليهود الحريديم يحتجون ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل

عشرات اليهود الحريديم يحتجون ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل
تظاهر مئات اليهود المتشددين (الحريديم) - أرشيف

قطع العشرات من اليهود المتدينين المتشددين، المعروفين باسم "الحريديم"، اليوم الاثنين، الطريق أمام مركز "تل هشومير" للتجنيد العسكري، تعبيراً عن رفضهم المتصاعد لمحاولات الجيش الإسرائيلي فرض الخدمة العسكرية الإلزامية عليهم. 

وتجمّع المحتجون، الذين يرتدون عادة الملابس السوداء التقليدية، وجلسوا على الأرض وسط الطريق، معرقلين حركة المرور ومسببين ازدحاماً خانقاً، قبل أن تتدخل عناصر الشرطة الإسرائيلية وتقوم بتفريقهم بالقوة، ما أدى إلى بعض الاشتباكات المحدودة، بحسب ما ذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، أن هذه التظاهرات جاءت في سياق تصاعد التوتر بين الحريديم ومؤسسات الدولة، خصوصاً الجيش، الذي يسعى منذ سنوات لفرض الخدمة الإلزامية على هذه الفئة التي لطالما عُرفت برفضها التجنيد لأسباب دينية. 

وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات أمام مركز التجنيد تعكس حجم المعارضة داخل المجتمع الحريدي، خاصة بعد أن شهدت الشهور الأخيرة تكثيفاً لمحاولات استدعاء أفراد هذا المجتمع للخدمة العسكرية.

تزايد أوامر الاعتقال

أظهرت المعطيات الرسمية أن السلطات أصدرت نحو 10 آلاف أمر تجنيد بحق الحريديم خلال الشهرين الماضيين، لكن لم يستجب منها سوى 994 فرداً، في حين صدرت أوامر اعتقال بحق 2491 آخرين بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية. 

ووُضع 184 شخصاً تحت أوامر حظر السفر، تمنعهم من مغادرة إسرائيل، في محاولة لممارسة ضغوط إضافية عليهم للالتحاق بالتجنيد.. وتعكس هذه الأرقام حجم المقاومة داخل الأوساط الحريدية، التي ترى في التجنيد تهديداً لهويتها الدينية وأسلوب حياتها التقليدي.

وسجّلت الفترة الأخيرة تحسناً طفيفاً في نسب الامتثال مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، حيث كان قد تم إصدار 7014 أمر تجنيد، استجاب لها 367 فرداً فقط، بينما صدرت 2473 مذكرة اعتقال و446 أمراً بمنع السفر في تلك الفترة. 

ومع ذلك، يبقى الالتزام العام بالتجنيد بين الحريديم ضعيفاً للغاية، ما يؤكد استمرار الأزمة بين هذه الفئة الدينية المتشددة والجيش الإسرائيلي.

دعوة لفرض عقوبات إضافية

شدد رئيس فرع تخطيط شؤون الأفراد في الجيش الإسرائيلي، الضابط شاي طايب، على أهمية الحصول على دعم المجتمع الحريدي لتسهيل عملية التجنيد، معترفاً بأن الجيش لم يلحظ حتى الآن أي تغيير جوهري في مواقف الحريديم. 

وأوضح طايب، خلال تصريحات أوردتها "جيروزالم بوست"، أن المؤسسة العسكرية اقترحت فرض عقوبات جديدة تطال المتهربين من التجنيد في حياتهم اليومية، مثل تقييد الخدمات العامة أو الامتيازات الاقتصادية، في محاولة لزيادة الضغط عليهم للامتثال.

وأبرز طايب أن الجيش يرى في الحريديم مورداً بشرياً مهماً لتعزيز صفوفه في ظل التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، خصوصاً مع تزايد الحديث عن نقص في عدد المجندين. 

ومع ذلك، تواجه هذه الجهود معارضة شرسة من قيادات المجتمع الحريدي، التي تعتبر الخدمة العسكرية مخالفة لتعاليمهم الدينية وتهديداً لاستمرار نمط حياتهم القائم على دراسة التوراة.

أزمة متجذرة تتفاقم

استمر الخلاف حول تجنيد الحريديم لعقود طويلة، حيث يحظى أفراد هذا المجتمع بإعفاءات تقليدية منذ قيام إسرائيل عام 1948. 

وتفاقمت الأزمة مؤخراً بعد قرارات قضائية ألزمت الحكومة بضرورة معالجة الفجوة بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي في ما يتعلق بالخدمة العسكرية. 

ورغم محاولات الحكومة إيجاد تسويات عبر تخصيص مسارات خاصة للخدمة أو تقديم تسهيلات معينة، فإن الحريديم يتمسكون بموقفهم الرافض بشدة، ما ينذر بمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية