«نيويورك تايمز»: ترامب يستثني الطلاب اليهود المعارضين له في دعوته للحماية

«نيويورك تايمز»: ترامب يستثني الطلاب اليهود المعارضين له في دعوته للحماية
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين بإحدى الجامعات الأمريكية

انضمت تيس سيغال، طالبة في سنتها الثانية بجامعة فلوريدا، إلى زملائها في 29 أبريل الجاري، بساحة بارزة داخل الحرم الجامعي، مطالبة بسحب الاستثمارات من شركات تصنيع الأسلحة ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وذلك بعد أن قرأت عن الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم في غزة.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الاثنين، تدخلت قوات إنفاذ القانون سريعًا، ورغم تأكيد سيغال على عدم مقاومتها للاعتقال، كبّل الضباط يديها بالأصفاد واقتادوها إلى السجن، حيث قضت ليلتها محتجزة، ووجّهت لها تهمة مقاومة الاعتقال بدون عنف، لكن الولاية رفضت القضية لاحقًا، مع ذلك، فرضت جامعة فلوريدا حظرًا على دخولها الحرم الجامعي، محذرةً من أن انتهاك القيود الصارمة قد يؤدي إلى عقوبات.

وأوضح مسؤولو الجامعة، أن الضباط طلبوا من المتظاهرين التفرق، فيما ذكرت سيغال أن الضوضاء كانت عالية لدرجة منعت سماع التعليمات، حرمت الجامعة الطالبة من أداء امتحانها النهائي والمشاركة في برنامج صيفي مرموق، رغم قبولها فيه سابقًا.

إجراءات تأديبية مشددة

أصدرت لجنة تأديبية جامعية قرارًا بعدم اتهام سيغال بعرقلة النظام العام، لكنها اعتبرتها مخالفة لسياسات الجامعة، وأوصت اللجنة بفصلها لمدة عام، لكن عميد شؤون الطلاب الجديد قرر مضاعفة العقوبة، معلنًا، في رسالة نشرتها مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير، أن سلوكها "عوق العمل الجامعي ومنع ضباط إنفاذ القانون من أداء واجباتهم"، ليزيد مدة الفصل إلى ثلاث سنوات.

وفرضت الجامعة إلزامًا على أي طالب يتغيب عن الدراسة لأكثر من ثلاثة فصول دراسية بإعادة تقديم طلب الالتحاق، كانت سيغال حاصلة على منحة دراسية كاملة، لكنها اضطرت إلى العمل في مجال تقديم الطعام دون معرفة موعد استئنافها لدراستها.

وطالبت منظمات يهودية بارزة، منذ 7 أكتوبر 2023، الجامعات بحماية الطلاب اليهود عبر معاقبة السلوكيات المخالفة واحتجاجات الحرم الجامعي، تنتمي سيغال إلى عائلة يهودية؛ فهي حفيدة أحد الناجين من الهولوكوست، وخريجة معسكر صيفي يهودي، ورغم ذلك لم تجد دعمًا من هذه المنظمات.

التحالف مع سياسيين

أسهم قادة الجالية اليهودية الأمريكيون، بالتحالف مع سياسيين متعاطفين، في إعادة تعريف مفهوم الهوية اليهودية، مساويين بين دعم إسرائيل واليهودية نفسها، بهدف إسكات الأصوات المنتقدة.

عبّر الرئيس ترامب عن هذا المفهوم صراحةً عندما صرّح مؤخرًا أن السيناتور تشاك شومر "لم يعد يهوديًا" بسبب ما عده دعماً غير كافٍ لإسرائيل.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الانتخابي اليهودي الوسطي عام 2021 أن 38% من البالغين اليهود الأمريكيين دون سن الأربعين وصفوا إسرائيل بدولة فصل عنصري، في استطلاع لاحق، اعتبر 38% من نفس الفئة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.

وقاد اليهود الشباب احتجاجات واسعة النطاق ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، ونظمت جماعات مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام" اعتصامات داخل مبانٍ تابعة للكونغرس واحتلت محطة غراند سنترال في نيويورك، كما اقتصرت بعض اعتصامات جامعة براون على طلاب يهود فقط.

عقوبات ضد الناشطين اليهود

فرضت أربع جامعات أمريكية على الأقل منذ أكتوبر الماضي إجراءات رقابية أو إيقافات مؤقتة على فروع "الصوت اليهودي من أجل السلام"، خلال احتجاج في جامعة براون عام 2023، اعتقلت الشرطة 20 عضوًا من الحركة، وأسقطت التهم لاحقًا.

وفي ولاية نيويورك، أوقفت كلية روكلاند المجتمعية طالبًا يهوديًا مؤقتًا بعدما هتف بشعارات مؤيدة للفلسطينيين خلال فعالية مؤيدة لإسرائيل، كذلك، فصلت كلية مولينبيرج أستاذة جامعية يهودية لنشرها محتوى اعتبرته الإدارة معاديًا للصهيونية.

ووجه المدعي العام في ميشيغان اتهامات ضد ثلاثة ناشطين يهود شاركوا في مخيم تضامن مع غزة بجامعة ميشيغان، جميع المتهمين دفعوا ببراءتهم.

الشعائر الدينية المرتبطة بالاحتجاجات

تفككت أو أُجبرت ثماني جامعات أمريكية، خلال عطلة عيد العرش (سوكوت) اليهودية، على إزالة الأكواخ التي أقامها طلاب يهود معارضون للحرب تضامنًا مع غزة، بررت الجامعات هذه الإجراءات بالادعاء بعدم حصول هذه الأنشطة على التصاريح اللازمة.

ورغم أن هذه الممارسات طالت طلابًا يهودًا، أثنت منظمات مؤيدة لإسرائيل على الجامعات التي قمعت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، معتبرةً أنها تسهم في "حماية البيئة التعليمية" لليهود.

وتعرضت رئيسة برنامج الدراسات اليهودية بجامعة دارتموث، أنايليس أورليك، لاعتداء عنيف من الشرطة خلال تفريق مخيم تضامني مع غزة، رغم ذلك، واصلت منظمات مثل رابطة مكافحة التشهير الإشادة بالإجراءات الأمنية المتشددة ضد الاحتجاجات الطلابية.

وأثنى مسؤولون في اتحادات يهودية محلية على المدعين العامين الذين وجهوا اتهامات للمتظاهرين، رغم علمهم بأن بين المتهمين طلابًا يهودًا، ورغم تراجع بعض المؤسسات مؤخرًا عن دعمها السابق لسياسات الاعتقال الجماعي، لا تزال تضغط على الجامعات لتشديد القيود على الحراك الطلابي المناصر للفلسطينيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية