تحقيقات في نيويورك بعد اعتداء جماعي على امرأة مؤيدة لفلسطين
تحقيقات في نيويورك بعد اعتداء جماعي على امرأة مؤيدة لفلسطين
فتحت شرطة مدينة نيويورك تحقيقًا رسميًا، اليوم الأربعاء، في واقعة اعتداء جماعي استهدف امرأة من سكان بروكلين، تعرضت لهجوم لفظي وجسدي من قبل مجموعة من الرجال المؤيدين لإسرائيل، خلال تجمع مثير للجدل شهدته منطقة بروكلين الأسبوع الماضي.
وتم توثيق الحادث عبر مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، ما أثار موجة غضب واحتجاجات من منظمات دينية وحقوقية متعددة، وفق ما نقلته شبكة "CNN" الأمريكية.
وأكد مسؤول في شرطة نيويورك، أن ضابطًا تابعًا لإدارة الشرطة كان موجودًا في موقع الحادث، وتدخل لإنقاذ المرأة من بين الحشد الغاضب، حيث قام بإبعادها إلى منطقة آمنة. ويجري حاليًا جمع الإفادات ومراجعة التسجيلات لتحديد هوية المعتدين المحتملين.
رفض لزيارة بن غفير
وقع الحادث خلال مظاهرة نظمها ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية للاحتجاج على زيارة مثيرة للجدل قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المسؤول اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي زار مركزًا يهوديًا حسيديًا في المنطقة.
وقوبل بن غفير بتظاهرة مضادة نظمها رجال يهود من الطائفة الأرثوذكسية المتشددة، ما أدى إلى توتر ميداني.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الجانبين تبادلا الهتافات، إلا أن التوتر بلغ ذروته عندما شوهدت امرأة تمر وسط الحشود، في حين يتعرض لها العشرات من الرجال بالصراخ والإهانات.
وظهرت في إحدى اللقطات المصورة وهي تتلقى شتائم ذات طابع عنصري وجنسي، في حين يُلقى عليها مخروط مروري.
الضحية تروي تفاصيل مرعبة
كشفت الضحية، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، في مقابلة مع شبكة CNN، أنها تقيم في الحي ذاته وكانت تمر من المكان بعد انتهاء التظاهرات الرئيسية، مؤكدة أنها لم تكن جزءًا من أي نشاط احتجاجي.
وقالت إنها لاحظت وجود مجموعة كبيرة من الرجال يصورونها ويحدقون بها، وعندما غطّت وجهها بوشاح، بدا أن ذلك أثار عدوانيتهم بشكل أكبر.
وأكدت المرأة أنها تعرضت للتهديد والإهانة على يد ما يقرب من 100 رجل، أطلقوا ضدها شتائم وإشارات تنم عن تهديدات بالعنف الجنسي، ما جعلها تشعر بأن حياتها في خطر.
وقالت: "لم أتمكن من الهروب في البداية، شعرت وكأنني محاصرة في دائرة من الكراهية والعنف"، مشيرة إلى أن الشرطي الذي أنقذها كان العنصر الوحيد الذي تدخل في تلك اللحظة.
مواقف غاضبة وتحقيقات مستمرة
أثار الحادث موجة من الإدانة من قبل جماعات دينية وحقوقية داخل وخارج نيويورك، واعتبرته منظمات محلية "مثالًا صارخًا على تصاعد التحريض ضد من يعبرون عن تأييدهم للفلسطينيين".
ودعت منظمات مناهضة للعنصرية إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، وتوفير حماية أفضل للنساء والمارة خلال التجمعات السياسية الساخنة.
تعهدت شرطة نيويورك بمواصلة التحقيقات، مؤكدة أنها تتعامل بجدية تامة مع أي حادث يتضمن تهديدًا أو اعتداءً ذا طابع جنسي أو عنصري.
ولم تُعلن حتى الآن عن توقيفات رسمية، فيما يُنتظر أن تكشف مراجعة التسجيلات عن مزيد من التفاصيل حول هوية المشاركين في الهجوم.
تصاعد التوترات السياسية
تشهد مدينة نيويورك، مثل عدة مدن أمريكية كبرى، موجة من التظاهرات المتقابلة بين مؤيدي إسرائيل ومناصري القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الاحتكاك والتوتر في المساحات العامة.
وزادت زيارة شخصيات يمينية متطرفة، مثل إيتمار بن غفير، من حدة الانقسام المجتمعي، خاصة في أحياء تضم طوائف دينية متنوعة مثل بروكلين.
ويحذر مراقبون من تزايد مظاهر العنف المرتبطة بالمواقف السياسية والدينية، ولا سيما مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تُستغل هذه القضايا في الحملات الانتخابية والتحريض الإعلامي.