"صحيفة إسرائيلية": حرائق القدس تخرج عن السيطرة والحكومة تطلب مساعدات دولية

"صحيفة إسرائيلية": حرائق القدس تخرج عن السيطرة والحكومة تطلب مساعدات دولية
حرائق القدس - أرشيف

رفعت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى، بعد تجدد الحرائق في منطقة جبال القدس، والتي تهدد مجددًا مناطق سكنية واسعة، وسط استمرار الظروف المناخية الحارة والجافة التي تزيد من صعوبة السيطرة على النيران.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن جهاز الإطفاء الإسرائيلي أعلن حالة الطوارئ القصوى، وهي أعلى درجات التأهب، في ضوء تواصل اندلاع الحرائق في منطقة القدس ومحيطها، في حين بدأت فرق الإطفاء العمل في ظروف وصفها المسؤولون بـ"الصعبة والمعقدة".

طلب دعم أوروبي

أكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن حكومة بنيامين نتنياهو وجهت طلبًا رسميًا إلى عدة دول أوروبية، أبرزها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا، للحصول على دعم جوي عاجل يشمل طائرات متخصصة في إخماد الحرائق، في إشارة إلى تفاقم الوضع الميداني وصعوبة احتواء ألسنة اللهب باستخدام الإمكانيات المحلية.

وعد مسؤولون إسرائيليون الاستعانة بالمساعدات الدولية أمراً ضرورياً في ظل اتساع رقعة الحرائق، وعدم قدرة الطائرات الإسرائيلية وحدها على التحكم بجميع البؤر النشطة، خصوصًا في المناطق الجبلية كثيفة الغابات والتي يصعب الوصول إليها بريًا.

وباشرت الشرطة الإسرائيلية، منذ ساعات الصباح، عمليات إخلاء لسكان بلدة "واحة السلام"، الواقعة في محيط الحرش الذي اندلع فيه الحريق الأخير، فيما صدرت تعليمات بإجلاء سكان بلدات مجاورة تحسبًا لامتداد النيران إلى الأحياء السكنية، خاصة في ظل الرياح الجافة التي تُسهّل انتشار الحرائق بشكل سريع وخارج السيطرة.

وتمركزت فرق الإسعاف والدفاع المدني في محيط المناطق التي يجري إخلاؤها، كما فُتحت مراكز استقبال طارئة في بعض المدارس والمؤسسات العامة لاستقبال العائلات المتضررة، في وقت تتواصل فيه أعمال الرصد الجوي لتحديد مسارات تقدم النيران.

حرائق الأسبوع الماضي

شهدت جبال القدس ومنطقة بيت شيمش في الأسبوع الماضي سلسلة حرائق ضخمة، استمرت أكثر من 21 ساعة، وامتدت إلى عدة بلدات يهودية، أبرزها "أشثاؤول" و"بيت مئير" و"مسيلات تسيون" و"شعاري هغاي" و"تروم". 

وأمرت السلطات حينها بإخلاء آلاف السكان من منازلهم قبل أن تسمح لاحقًا بعودتهم بعد إعلان السيطرة على الحرائق.

ورغم عودة السكان، أصدرت وزارتا البيئة والصحة الإسرائيليتان توجيهات صارمة لهم بتجنب الأنشطة البدنية في الهواء الطلق وضرورة تهوية المنازل جيدًا، بسبب التلوث الناتج عن الدخان الكثيف الذي غطى السماء لساعات طويلة.

أسباب بيئية ومناخية

تعكس موجات الحرائق الأخيرة في القدس تصاعد التهديدات المناخية في المنطقة، حيث تشير بيانات محدثة إلى أن شهري أبريل ومارس شهدا درجات حرارة غير معتادة، بالتزامن مع انخفاض نسبة الرطوبة وزيادة سرعة الرياح، وهي ظروف مثالية لاندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة.

ويخشى مسؤولون إسرائيليون من أن تصبح هذه الظواهر المناخية نمطًا متكررًا كل صيف، ما يهدد مساحات واسعة من الأحراش الطبيعية والبنية التحتية في المناطق الجبلية، خصوصًا في ظل التوسع العمراني العشوائي القريب من المساحات الحرجية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية