"فرانس برس": 22 قتيلاً في اشتباكات سوريا وإسرائيل تقصف ريف دمشق

"فرانس برس": 22 قتيلاً في اشتباكات سوريا وإسرائيل تقصف ريف دمشق
منطقة جرمانا وصحنايا في جنوب سوريا

أوقعت اشتباكات عنيفة اندلعت منذ ليل الاثنين/ الثلاثاء في منطقتي جرمانا وصحنايا قرب العاصمة دمشق ما لا يقل عن 22 قتيلاً، مع تصاعد التوترات ذات الطابع الطائفي بين مسلحين مرتبطين بالسلطة الانتقالية وآخرين من الطائفة الدرزية، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ "عملية تحذيرية" وتهديد مباشر باستهداف مواقع سورية في حال المساس بالدروز.

نفذت إسرائيل، بحسب تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ضربة تحذيرية ضد مجموعة وُصفت بأنها "متطرفة" كانت تستعد لمهاجمة دروز في بلدة صحنايا، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "نقل رسالة حازمة إلى النظام السوري" وطالبه بالتحرك لمنع الإضرار بالدروز، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأكد الجيش أنه تلقى أوامر من رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، بالاستعداد لقصف أهداف تابعة للسلطات الانتقالية في حال استمرار التهديدات.

تصعيد دامٍ وانفلات أمني

شهدت منطقة صحنايا، التي تقطنها غالبية درزية ومسيحية، ليل الثلاثاء-الأربعاء قصفاً واشتباكات عنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وسط غياب أمني شبه كامل، بحسب شهود تحدثوا إلى وكالة فرانس برس. 

وأسفرت المواجهات عن مقتل 16 عنصراً من جهاز الأمن العام التابع للسلطة الانتقالية، إضافة إلى 6 مسلحين دروز، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال الناشط سامر رفاعة من داخل صحنايا عبر الهاتف "لم ننم الليل.. القذائف تساقطت فوق رؤوسنا"، مضيفاً أن الجرحى بلا علاج في ظل غياب الجهات الرسمية، وتابع متسائلاً: "أين السلطات؟".

خلفية طائفية متفجرة

اندلعت الاشتباكات بداية في جرمانا بعد تسريب تسجيل صوتي منسوب لأحد الدروز تضمّن إساءات للنبي محمد، ما فجّر غضباً واسعاً واشتباكات خلفت 17 قتيلاً، بينهم 8 دروز و9 مسلحين موالين للسلطة. 

ورغم التوصل إلى اتفاق تهدئة في جرمانا، فإن العنف امتد بسرعة إلى صحنايا، حيث يصف سكان الوضع بأنه "جحيم حقيقي".

وتجمع الآلاف في تشييع قتلى جرمانا، ورفعوا "راية الحدود الخمسة" رمز الطائفة الدرزية، في مشهد يعكس تزايد الاستقطاب الطائفي والانقسام الشعبي.

صعوبات السلطة الانتقالية

تواجه الحكومة السورية الانتقالية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع الذي خلف بشار الأسد في كانون الأول ديسمبر، تحديات أمنية متصاعدة في فرض سيطرتها على البلاد. 

ويعد الأمن العام، الذي انضوت فيه فصائل مسلحة كانت تنشط في شمال غرب سوريا، أحد أهم أذرع السلطة الجديدة. وفي ظل تجميد عمل الجيش القديم، فإن القوات المتاحة تواجه مصاعب في ضبط المناطق المختلطة طائفياً.

ويشكل الدروز في سوريا أقلية دينية بارزة تتركز في محافظة السويداء. ورغم أنهم نأوا بأنفسهم نسبياً عن النزاع منذ بدايته عام 2011، فإن الأحداث الأخيرة تهدد بكسر هذا الحياد. 

مخاوف من انفلات الوضع

ويخشى مراقبون من انفلات الوضع في حال استمرار غياب التوافق بين الدروز والسلطات الجديدة، وسط دعوات دولية لإشراك كل المكونات في المرحلة الانتقالية.

ويعيد التهديد الإسرائيلي بالتحرك العسكري إلى الأذهان تدخلات سابقة لحماية دروز الجولان، في وقت يتصاعد فيه الضغط على السلطة الانتقالية لبسط سيطرتها وضمان الأمن، خصوصاً بعد مقتل أكثر من 1700 شخص في أحداث طائفية الشهر الماضي في الساحل السوري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية