"بيت الرعب".. الشرطة الإسبانية تحرر أطفال محتجزين منذ 3 سنوات داخل منزلهم
"بيت الرعب".. الشرطة الإسبانية تحرر أطفال محتجزين منذ 3 سنوات داخل منزلهم
أعلنت الشرطة الإسبانية، الأربعاء، عن توقيف زوجين ألمانيين يُشتبه في احتجازهما أطفالهما الثلاثة داخل منزل في منطقة أستورياس شمال غرب البلاد، لأكثر من 3 سنوات، في ما وصفته وسائل الإعلام بـ"بيت الرعب"، بسبب الحالة المزرية التي وُجد فيها الأطفال.
وكشفت الشرطة خلال مؤتمر صحفي أن الأطفال، وهم توأمان في الثامنة من العمر وطفل في العاشرة، عاشوا في بيئة مهملة ومحاطة بالقمامة، ولم يتلقوا أي تعليم ملائم، الأمر الذي أثار صدمة لدى السلطات المحلية، بحسب فرانس برس.
وأكدت الشرطة أن المؤشرات الأولى على وجود مشكلة بدأت بعدما أبلغ أحد السكان عن المنزل هذا الشهر، مشيرًا إلى أن عدد الأشخاص المقيمين فيه يفوق ما هو مسجل رسميًا، وأن الأطفال لم يُشاهدوا في الخارج أو في المدرسة.
حفاضات وروائح كريهة
أفادت وسائل إعلام محلية أن الشرطة الإسبانية عثرت على الأطفال وهم يرتدون حفاضات وثلاث كمامات جراحية لكل منهم، في حين طلب الأب من عناصر الشرطة ارتداء كمامات قبل الدخول لتفتيش المنزل، وهو ما زاد من الغموض حول الأسباب النفسية أو الصحية التي دفعت الزوجين لهذا التصرف.
وقال مفوض الشرطة، فرانسيسكو خافيير لوزانو غارسيا، إن العائلة ربما تأثرت بما سماه "متلازمة كوفيد"، ملمحًا إلى أن الهوس بالخوف من العدوى قد يكون من بين الدوافع التي تسببت في العزلة القسرية الطويلة.
وذكرت صحيفة "لا راثون" أن المنزل كان في وضع سيئ للغاية، مع انبعاث روائح كريهة وإغلاق جميع الستائر، وعندما خرج الأطفال لأول مرة، بدت عليهم الدهشة عند لمسهم العشب، وكأنهم لم يغادروا المنزل من قبل.
نقل الأطفال إلى الرعاية
أوقفت الشرطة الزوجين في مدينة أوفييدو يوم الاثنين، فيما خضع الأطفال لفحص طبي نُقلوا بعده إلى مركز لرعاية الأطفال، وتواصل السلطات التحقيق في ملابسات القضية لمعرفة كيفية انتقال العائلة إلى إسبانيا، وأسباب اتخاذ هذا النمط من العيش المنعزل.
وأفادت الشرطة أن الزوجين خزّنا كميات كبيرة من الأدوية، ما يفتح الباب لتساؤلات حول دوافع أخرى محتملة تتعلق بالصحة النفسية أو معتقدات غريبة.
تأتي هذه الحادثة الصادمة في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن العزلة القسرية وسوء معاملة الأطفال في أوروبا، خاصة في أعقاب جائحة كوفيد-19 التي أثّرت بشكل كبير في الصحة النفسية لكثير من العائلات.
وكانت السلطات الإسبانية قد تعاملت سابقًا مع حالات متفرقة تتعلق بإهمال الأطفال، لكنها نادرًا ما تصادف حالات بهذا القدر من العزلة والتدهور المعيشي.