الصين تدعو واشنطن لتصحيح مسارها قبل أي مفاوضات تجارية

طالبت الصين، الولايات المتحدة بتقديم ما وصفته بـ"إشارات صدق" وتصحيح "ممارساتها السيئة"، إذا كانت فعلاً تسعى للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الجانبين. 

وأكدت وزارة التجارة الصينية، في بيان رسمي، اليوم الجمعة، أنها تدرس حالياً مقترحاً أمريكياً لإجراء مفاوضات تجارية، لكنها شددت على أن أي حوار يجب أن يُبنى على أساس "الاحترام المتبادل" وتراجع واشنطن عن سياساتها أحادية الجانب.

وأوضحت الوزارة الصينية أن واشنطن كانت قد أرسلت في الأسابيع الأخيرة "رسائل متكررة" تفيد برغبتها في إجراء مفاوضات بشأن النزاع التجاري المتصاعد. 

وقال البيان: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد التحدث، فعليها أن تكون صادقة في نواياها، وأن تبدأ بإلغاء الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضتها". 

وأضاف أن بكين "منفتحة على الحوار المنتظم"، لكنها "لن تتردد في القتال حتى النهاية إذا اضطر الأمر".

تصعيد متبادل في الرسوم

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد كبير في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فقد فرضت الإدارة الأمريكية، منذ أبريل الماضي، رسومًا جمركية تصل إلى 145% على مجموعة واسعة من السلع الصينية، ما اعتبرته بكين خطوة عدائية. 

وردّت الحكومة الصينية بفرض رسوم مضادة وصلت إلى 125% على السلع الأمريكية، في تصعيد جديد يهدد بإلحاق ضرر مباشر بسلاسل التوريد العالمية والأسواق الناشئة.

وحذرت وزارة التجارة الصينية من أن استمرار الولايات المتحدة في سياساتها الأحادية لا يُظهر رغبة حقيقية في التفاوض، بل يقوض الثقة المتبادلة بين الطرفين. 

وقالت الوزارة إن "عدم تصحيح الجانب الأمريكي لهذه الإجراءات يعني أنه يتصرف بنفاق، وهو ما سيضر بشكل أكبر بإمكانية بناء الثقة بين الجانبين".

آفاق الحوار ومخاوف الأسواق

رغم اللهجة التصعيدية، لم تغلق بكين باب الحوار بالكامل، لكنها وضعت شروطاً مسبقة واضحة، على رأسها التراجع عن الإجراءات التي تراها "غير قانونية وأحادية الجانب". 

وتراقب الأسواق العالمية عن كثب تطورات هذا الملف، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد المستمر إلى موجة جديدة من التباطؤ الاقتصادي العالمي.