الاتحاد الأوروبي يعتزم شراء منتجات أمريكية بـ50 مليار يورو
لإنهاء الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة
أعلن ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، أن الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد تدرس خياراً لزيادة مشترياتها من المنتجات الأمريكية بمقدار 50 مليار يورو، في محاولة جادة لحل النزاع التجاري القائم مع الولايات المتحدة، والذي تصاعدت حدته منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة في 20 يناير الماضي.
وأشار سيفكوفيتش، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إلى أن هذه الخطوة تستهدف معالجة العجز التجاري الذي تعتبره واشنطن مبالغاً فيه.، بحسب ما ذكرت "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وأوضح سيفكوفيتش أن الاتحاد الأوروبي لا يرى أن العجز في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة يتجاوز 50 مليار يورو، مشيراً إلى أن بروكسل تأخذ في الاعتبار الخدمات التي تستوردها من واشنطن، والتي تقلل من حجم العجز الإجمالي.
وقال: "إذا اعتبرنا أن العجز يصل إلى 50 مليار يورو، فأعتقد أننا قادرون فعلاً على معالجة هذه المشكلة بسرعة من خلال مشتريات الغاز الطبيعي المسال أو منتجات زراعية مثل فول الصويا".
ضغوط أمريكية
كانت إدارة ترامب قد فرضت رسوماً جمركية بنسبة 25% على صادرات الاتحاد الأوروبي من السيارات، والألمنيوم، والصلب، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% على منتجات أخرى.
وادعت واشنطن في حينه أن الاتحاد الأوروبي يحافظ على فائض تجاري غير عادل ضد الولايات المتحدة يصل إلى مئات المليارات من الدولارات، وهو ما رفضته بروكسل معتبرة الأرقام "مضللة" لأنها لا تأخذ في الحسبان تبادل الخدمات.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بروكسل قد تقبل بفرض الولايات المتحدة لضريبة بنسبة 10% كحد أدنى ضمن اتفاق محتمل، أكد سيفكوفيتش أن هذا المعدل لا يُرضي الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياه بـ"المرتفع للغاية"، في إشارة إلى تمسك الاتحاد بموقفه الرافض لفرض رسوم جمركية طويلة الأمد على منتجاته.
تعقيدات داخل الاتحاد
حذر سيفكوفيتش من أن التوصل إلى اتفاق سيكون صعباً، نظراً لتعقيد الآليات الداخلية للموافقة داخل الاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب موافقة الدول الأعضاء كافة ومصادقة البرلمان الأوروبي.
وقال إن الوصول إلى اتفاق "جيد ومقبول بشكل واضح" من قبل جميع الدول الأعضاء سيكون “صعباً للغاية”.