لبنان يحذِّر حماس من المساس بأمنه القومي بعد تصاعد التوتر الحدودي
لبنان يحذِّر حماس من المساس بأمنه القومي بعد تصاعد التوتر الحدودي
حذّر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، اليوم الجمعة، حركة "حماس" من استخدام الأراضي اللبنانية لأي نشاطات قد تضر بالأمن القومي اللبناني، وذلك عقب موجة من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل تلاها قصف إسرائيلي طال مناطق جنوبية وضاحية بيروت الجنوبية.
وترأس الاجتماع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بحضور عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، حيث تقرر رفع توصية إلى مجلس الوزراء بتحذير صريح للحركة الفلسطينية، وفق وكالة "فرانس برس".
أعلن المجلس، في بيان، أن الدولة اللبنانية ستتخذ "أقصى التدابير والإجراءات" لمنع أي تجاوز للسيادة الوطنية، مؤكداً ضرورة وضع حد نهائي للأعمال التي قد تزج بلبنان في صراعات إقليمية لا مصلحة له فيها.
ويأتي هذا التحذير في وقت أعلن فيه الجيش اللبناني عن توقيف لبنانيين وفلسطينيين تورطوا في عمليات إطلاق صواريخ نحو إسرائيل في 22 و28 مارس، فيما لم تتبنَّ أي جهة المسؤولية رسميًا، ونفى حزب الله تورطه.
تورط أفراد من حماس
ورغم تحفظ الجيش اللبناني على ذكر انتماء الموقوفين، كشف مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن ثلاثة منهم ينتمون لحركة حماس، والتي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان خلال فترات التصعيد المرتبطة بالحرب في غزة.
ويتوقع أن تبدأ الملاحقات القضائية مطلع الأسبوع المقبل، في إطار تحقيق موسع يرمي إلى كبح نشاط الفصائل المسلحة على الأراضي اللبنانية.
شدد رئيس الجمهورية، بحسب البيان، على "عدم التهاون تجاه تحويل لبنان إلى منصة لزعزعة الاستقرار"، مؤكدًا أن البلاد لا تحتمل الدخول في حروب جديدة.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام ضرورة "تسليم السلاح غير الشرعي" ومنع حماس أو غيرها من الفصائل من العبث بالأمن القومي اللبناني، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الدولة اللبنانية لضبط حدودها الجنوبية.
خروقات رغم الهدنة
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر، لا تزال إسرائيل تنفذ ضربات جوية تقول إنها تستهدف عناصر من حزب الله أو منشآت تابعة له، بالإضافة إلى فصائل متحالفة مع حماس، بدعوى مشاركتها في الأعمال العدائية عبر الحدود.
وتستند إسرائيل في استهدافها إلى مزاعم تورط هذه المجموعات في عمليات تمتد لأكثر من عام على الحدود الجنوبية للبنان.
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل".
وبحسب الرئيس اللبناني، فإن الجيش بات يسيطر على أكثر من 85% من الجنوب، فيما أكد مصدر أمني أن حزب الله انسحب بالفعل من جنوب الليطاني وتم تفكيك معظم منشآته هناك، باستثناء بعض المرتفعات الاستراتيجية التي لا تزال تحت سيطرة إسرائيل.