ترامب يواجه اختبار التشريعات بعد 100 يوم له في البيت الأبيض

ترامب يواجه اختبار التشريعات بعد 100 يوم له في البيت الأبيض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أرشيف

أمضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول مئة يوم من ولايته، في إصدار أكثر من 140 أمرًا تنفيذيًا تناولت الهجرة، وتقليص البيروقراطية، والصراعات الثقافية والاجتماعية، في إطار سعيه السريع لتقليص حجم الحكومة وإعادة تشكيل دور الولايات المتحدة دوليًا.

لكن، ومع نهاية هذه المرحلة الأولى، يواجه ترامب عقبة أساسية في تحويل هذه السياسات إلى تشريعات دائمة، في ظل انقسام داخلي في صفوف الجمهوريين داخل الكونغرس، وهو ما قد يُصعّب عليه تثبيت إرث سياسي طويل الأمد، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.

اعتبر ستيفن دوفر، رئيس معهد فرانكلين تيمبلتون، في مذكرة للمستثمرين، أن "الأيام المئة الأولى كانت سريعة التأثير، لكن الأصعب قادم"، مشيرًا إلى أن التركيز سيتحوّل في المرحلة التالية نحو تحديات تمرير التشريعات، خصوصًا المتعلقة بالضرائب وخفض العجز.

ولفت إلى أن ذلك يتطلب بناء تحالفات وتشريعات متماسكة، وهو أمر لم يُختبر فيه ترامب بشكل فعلي حتى ذلك الحين، نظرًا لاعتماده الواسع على الأوامر التنفيذية.

مخاطر التراجع الشعبي

رغم النشاط التشريعي الواسع، واجه ترامب تراجعًا لافتًا في شعبيته مع ظهور مؤشرات على الإرباك الاقتصادي والانتقادات حيال سياساته في ملفي الهجرة والتجارة.

وأظهرت تجربته مع "أوباماكير" (قانون الرعاية الصحية) حدود نفوذه، إذ فشل في إلغائه رغم جعله من أولويات حملته الانتخابية، ما يعكس صعوبة تحويل الخطابات السياسية إلى واقع تشريعي.

ويسعى ترامب حاليًا لتمرير حزمة تشريعية تتضمن تمديد تخفيضات الضرائب، وإلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي، وخفض الإنفاق العام، وإلغاء محتمل لبرنامج "ميديكيد" الصحي.

لكن هذه الأجندة الطموحة تصطدم بانقسام الجمهوريين أنفسهم.. فالمحافظون يشترطون خفض الإنفاق قبل الموافقة على التخفيضات الضريبية التي قد تتجاوز كلفتها خمسة تريليونات دولار خلال عشر سنوات. 

وفي المقابل، يرفض الجمهوريون المعتدلون المساس بالبرامج الاجتماعية الأساسية، خشية تأثير ذلك على فرصهم في انتخابات التجديد النصفي القادمة.

عقبات سياسية وتقنية

أشار المستشار السياسي أندرو كونيشاسكي، الذي شارك في مفاوضات الضرائب، إلى أن المرحلة المقبلة ستكون "أصعب بكثير"، مشددًا على أن تمرير التشريعات يتطلب توافقًا رقميًا لا يمكن تجاوزه حتى بأقوى الخطابات السياسية، قائلاً: "لا يمكن خرق قوانين الرياضيات مهما رغب السياسيون في ذلك".

ويعتمد ترامب حاليًا على ما يُعرف بـ"إجراء المصالحة" في مجلس الشيوخ، والذي يسمح بتمرير قوانين دون الحاجة إلى دعم الحزب الديمقراطي إذا استوفت شروطًا معينة.

لكن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، وصف أجندة ترامب بأنها "غير عادلة" و"مخالفة للمبادئ الأمريكية"، متعهّدًا باستخدام كل أدوات المعارضة لإفشالها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية