قلق أممي من الوضع المتدهور للمرافق الصحية باليمن

أعرب منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس، عن قلقه البالغ من تداعيات الغارات الجوية المنسوبة للقوات الأمريكية التي استهدفت مناطق في محافظة صعدة شمال البلاد، مؤكدًا أن هذه الضربات أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين، وتسببت في دمار كبير طال البنية التحتية الحيوية.

زيارة ميدانية لمركز الاحتجاز والمستشفيات

جاءت تصريحات المسؤول الأممي عقب زيارته إلى صعدة، وفق ما نشره موقع “ريليف ويب”، السبت، حيث تفقد مركز احتجاز المهاجرين الذي تعرّض للقصف في 28 أبريل الماضي،  ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في شمال اليمن، خلّف الهجوم المأساوي نحو 60 قتيلًا و65 جريحًا في صفوف المهاجرين المحتجزين.

كما زار هارنيس مستشفى الجمهوري ومستشفى الطلح، حيث التقى بكوادر طبية وإدارية عبّرت عن مخاوف عميقة من الوضع المتدهور للمرافق الصحية، في ظل النقص الحاد في الإمكانات، والصعوبات البالغة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للجرحى والمرضى.

سلامة العاملين في المجال الإنساني

ولم يُخفِ المنسق الأممي قلقه حيال مصير زملائه المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مؤكدًا أن استمرار اعتقالهم يقيّد القدرة على الاستجابة الإنسانية وتقديم المساعدة العاجلة في صعدة، ودعا هارنيس إلى الإفراج الفوري عنهم، مجددًا مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن.

وفي ختام تصريحه، شدد المسؤول الأممي على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية جميع المدنيين، بمن فيهم المهاجرون والمحتجزون، مؤكدًا أن ما يحدث في صعدة يهدد أرواح الآلاف ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

منذ بدء الغارات الأمريكية في 15 مارس، بلغ عدد القتلى، بمن فيهم حصيلة الأحد، 228 شخصًا، وفق إحصاء يستند إلى بيانات الحوثيين.

بدأت الولايات المتحدة قصف الحوثيين خلال ولاية الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إلا أن الضربات الجوية تكثفت منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي.

وأكد ترامب أن العمليات العسكرية ستستمر حتى زوال التهديد الحوثي عن الملاحة البحرية العالمية.

فيما أكد الحوثيون، الذين يعدون جزءًا من "محور المقاومة" الإيراني، أن هجماتهم تأتي دعمًا لغزة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر 2023.

ونفذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وسفن مرتبطة بها، ما أدى إلى شلل حركة الملاحة عبر قناة السويس واضطرار شركات النقل البحري إلى سلوك طرق بديلة ومكلفة حول رأس الرجاء الصالح.