"التليغراف": إحباط هجوم إرهابي مشتبه به في بريطانيا
"التليغراف": إحباط هجوم إرهابي مشتبه به في بريطانيا
أحبطت السلطات البريطانية، هجومًا إرهابيًا مشتبهًا به كان على وشك التنفيذ على الأراضي البريطانية، بعد أن ألقت القبض على 5 رجال، بينهم 4 يحملون الجنسية الإيرانية، في مناطق متفرقة من إنجلترا.
ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفات كوبر، العملية بأنها من أكبر عمليات مكافحة الإرهاب التي شهدتها المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى أن الجهات الأمنية كانت تخشى تنفيذ هجوم وشيك ضد "هدف محدد"، بحسب ما ذكرت صحيفة "التليغراف"، الأحد.
وأجرت شرطة مكافحة الإرهاب مداهمات في العاصمة لندن، أسفرت عن اعتقال ثلاثة إيرانيين آخرين، وسط مخاوف من احتمال مغادرتهم البلاد أو محاولتهم التخلص من أدلة حيوية.
واستخدمت السلطات صلاحيات قانون الأمن الوطني، والذي يُمكّن الشرطة من اعتقال أي شخص يُشتبه بانخراطه في "أنشطة تهديد لمصلحة قوى أجنبية".
استهداف مجتمع يهودي
وتزايدت الشكوك، مساء الأحد، بشأن احتمالية استهداف الهجوم لكنيس يهودي أو منشأة مرتبطة بالجالية اليهودية.
وقالت شرطة العاصمة إنها تُقيّم الوضع لمعرفة ما إذا كانت هناك تهديدات إضافية.
وأظهرت لقطات حية رجال شرطة مسلحين يقتحمون منزلًا في منطقة روشدايل، حيث اقتادوا رجلاً أعزل إلى الخارج، طالبين منه الاستلقاء على الأرض، وسط ذهول السكان.
تحذيرات من الحرس الثوري
دعت عدة جهات سياسية، أبرزها نايجل فاراج زعيم "حركة الإصلاح"، إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، معتبرًا أنه كان يجب اتخاذ هذه الخطوة منذ سنوات.
وجدد نائب حزب العمال عن شمال دورهام، لوك أكيهرست، دعوته للحكومة لاتخاذ موقف حازم، لافتًا إلى أن الحزب سبق أن دعم التصنيف الإرهابي للحرس الثوري عندما كان في المعارضة.
من جهتها، رفضت وزارة الداخلية البريطانية التكهن بشأن إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، رغم تصاعد التهديدات.
وأشارت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية إلى معارضة داخلية سابقة للحظر خوفًا من فقدان القنوات الخلفية للتواصل مع طهران، التي تستخدمها أيضًا الولايات المتحدة.
تصاعد الأنشطة الإيرانية
يتزامن هذا التطور الأمني مع تحذيرات استخباراتية متزايدة من التهديدات المدعومة من إيران داخل بريطانيا. وسبق أن كشف كين مكالوم، المدير العام لجهاز MI5، في 2023، أن السلطات تعاملت مع 20 مؤامرة إيرانية منذ بداية عام 2022.
وكان الصحفي بوريا زيراتي من صحيفة "إيران الدولية" قد تعرض للطعن في لندن في مارس 2024، واتُهم في القضية مواطنان رومانيان.
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور العلاقات بين إيران والغرب، وتصاعد هجمات الميليشيات المدعومة من طهران، كان آخرها قصف الحوثيين لمطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ فرط صوتي، أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.
وفي المقابل، شنت طائرات بريطانية ضربات ضد الحوثيين في اليمن الشهر الماضي، ما يعكس تزايد حدة التوتر بين طهران وعواصم الغرب.