حرائق جنوب غرب إنجلترا تلتهم آلاف الأفدنة وسط موجة حر غير مسبوقة

دمّر حريق غابات ضخم نحو 12 ألفًا و500 فدان من أراضي المستنقعات في منطقة دارت مور جنوب غرب إنجلترا، ما يعادل 50.6 كيلومتر مربع، في واحدة من أسوأ حرائق الغابات التي تشهدها البلاد هذا العام.

وتلقت خدمات الطوارئ في بريطانيا بلاغات عدة عن اندلاع الحريق يوم الأحد، واستمرت جهود رجال الإطفاء لما يقرب من 24 ساعة متواصلة حتى تمكنوا من السيطرة عليه وإخماده أمس الاثنين، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا".

وطلبت السلطات من السكان الابتعاد عن منطقتي "ميريفيل" و"أوكهامبتون" خلال الحريق، محذّرة من أن ألسنة اللهب قد تتحرك بـ"شكل غير متوقع" بسبب تقلبات الطقس، وفق ما أعلنت خدمة الإطفاء والإنقاذ في مقاطعتي ديفون وسومرست.

وشهدت المملكة المتحدة موجة حر غير مسبوقة في بداية مايو، حيث سُجّلت درجة حرارة بلغت 29.3 مئوية عصر الخميس في جنوب غرب لندن، وفي نفس اليوم، كافح رجال الإطفاء حريقًا آخر اندلع على مساحة كيلومترين مربعين على بُعد 27 كيلومترًا شمال شرق مانشستر.

ارتفاع عدد حرائق الغابات

أعلن المجلس الوطني لقادة الإطفاء أن خدمات الإطفاء والإنقاذ تعاملت مع 439 حريقًا بريًا منذ مطلع يناير وحتى صباح الأول من مايو، مقارنة بـ250 حريقًا خلال نفس الفترة من عام 2022، و60 في عام 2023، و44 فقط في عام 2024، ما يبرز تصاعدًا كبيرًا في وتيرة هذه الكوارث.

تُعد منطقة دارت مور من أبرز المحميات الطبيعية في إنجلترا، وتتميز بتنوعها البيئي وثرائها الطبيعي. إلا أن التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع درجات الحرارة أسهمت في تصاعد حرائق الغابات، وهو ما يضع السلطات البيئية البريطانية أمام تحديات كبيرة في حماية النظم البيئية وممتلكات السكان، ومع استمرار موجات الحر، تتزايد المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث خلال الأشهر المقبلة.

عدد الكوارث تضاعف

ووفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، في حين تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف.

ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.